<< كيف تزوجت ملكة الجمال الروسية بملك ماليزيا>>
Home
Archives for نوفمبر 2018
الجمعة، 30 نوفمبر 2018
How did the Russian beauty queen marry the King of Malaysia?
القسم
<< كيف تزوجت ملكة الجمال الروسية بملك ماليزيا>>
من هم قوم تبع ؟؟
القسم
من هم قوم تبع ؟؟
قال سبحانه وتعالى في سورة الدخان: "أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ"، وقال في سورة ق: "وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيد"، في هاتين الآيتين ذكر الله سبحانه وتعالى "قوم تبّع"، فمن هم هؤلاء القوم؟ وما هو أهم ما عرف عنهم؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا هذا. قوم تبّع هم قوم سكنوا "اليمن" منذ قديم الزمن، وقد كانوا عرباً من قبيلة "قحطان"، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة ق، وسورة سبأ، وسورة الدخان. و "تبّع" هو ملك هؤلاء القوم وقد كان ملكاً على بلاد اليمن بما فيها حمير، وسبأ، وحضرموت، وتذكر الكتب القديمة أنّ "تبّع" هذا الملك كان مؤمناً صالحاً، لما روي عن الرسول "صلّى الله عليه وسلّم": "لاتسبّوا تبّعاً فإنّه كان قد أسلم"، ويروى أيضاً أنّه قد تنبّأ بالرسول محمّد الصادق الأمين وقد دعى الأوس والخزرج إلى الإيمان به عندما يسمعون به. وقد استطاع هذا الملك أن يفتح مدناً كثيرة في العالم كالهند، وقد وصل إلى مكّة وكان يريد أن يهدم الكعبة إلّاأنّ مرضاً ألّم به أقعده وعجز الأطباء عن علاجه، إلى أن أخبره أحد حاشيته أنّ نيته في هدم الكعبة سبب مرضه ولما عزف عن ذلك عادت إليه صحته وكسا الكعبة ببردة يمانيّة وذلك في القرن الخامس الميلادي. وقد سميّ هذا الملك بهذا الإسم لـ "الظل أو ظل الشمس"، وذلك لأنّ هذا الملك أينما كان يسير بغزواته في أي مكان تطلع عليه الشمس، وسميّ كذلك في رواية أخرى لكونه تتبعه الملوك وملوك اليمن خاصة، ثمّ أصبح اسم "تبّع" لقب يسمّى لكل من يتوّلى الملك عليهم كالفرعون، والقيصر، والكسرى، والنجاشيّ، وغيرهم. وقد أهلك الله سبحانه وتعالى قوم "تبّع"، ولكن لم يذكر بالتفصيل طريقة هلاكهم في القرآن الكريم، يقول تعالى في كتابه العزيز في سورة سبأ: "قَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ، فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيل، ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ، إلى قوله تعالى: فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ". وقد فسّر بعض علماء القرآن أنّ هلاك هذا القوم كان في سيلٍ عرم، وذلك بعد أن حذرهم الله بعذاب قوم فرعون وأن يعتبروا منه لكن دون فائدة، ومما يجدر ذكره أنّ بعض التفسيرات ترى أنّ ملك تبّع وقائدهم لم يهلك مع قومه لأنّه قد حذرهم لكنهم لم ينصتوا إليه، وذلك لما روى عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها: ألا ترى أن الله ذم قومه ولم يذمه" وذلك لأنّه كان مؤمناً صالحاً.
تبع هو لقب ملوك مملكة حمير حسب ما ظنة المؤرخون العرب بينما بالنقوش اللقب الملكي الحميري هو "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"، اما "بنو تبع" هم أقيال (أمراء) شعب حُملان بالنقوش.
تقع بلدة حُملان في مركز بنو احمد الاداري، في مديرية حفاش، جنوب محافظة المحويت.
ويعتقد بعض المفكرين أنّ تبع كان رجلاً مؤمناً، واعتبروا تعبير (قوم تبّع) الذي ورد في آيتين من القرآن دليلاً على ذلك، حيث أنّه لم يُذَمّ في هاتين الآيتين، بل ذُم قومه، والرّواية المروية عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهدة على ذلك، ففي هذه الرواية أنّه قال: (لاتسبّوا تبّعاً فإنّه كان قد أسلم).
وورد في رواية أُخرى: إنّ تبعاً لما قدم المدينة ـ من أحد أسفاره ـ ونزل بفنائها، بعث إلى أحبار اليهود الذين كانوا يسكنونها فقال: إنّي مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية، ويرجع الأمر إلى دين العرب.
فقال له شامول اليهودي ـ وهو يومئذ أعلمهم ـ. أيها الملك إنّ هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل، مولده بمكّة اسمه أحمد. ثمّ ذكروا له بعض شمائل نبيّ الإسلام() فقال تبّع ـ وكأنّه كان عالماً بالأمر ـ: ما إلى هذا البلد من سبيل، وما كان ليكون خرابها على يدي بل ورد في رواية في ذيل تلك القصة أنّه قال لمن كان معه من الأوس والخزرج: أقيموا بهذا البلد، فإنّ خرج النّبي الموعود فآزروه وانصروه، وأوصوا بذلك أولادكم، حتى أنّه كتب رسالة أودعهم إياها ذكر فيها إيمانه بالرّسول()، ويروي صاحب أعلام القرآن أنّ تبّعاً كان أحد ملوك اليمن الذين فتحوا العالم، فقد سار بجيشه إلى الهند واستولى على بلدان تلك المنطقة. وقاد جيشاً إلى مكّة، وكان يريد هدم الكعبة، فأصابه مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه,,
وكان من بين حاشيته جمع من العلماء، كان رئيسهم حكيماً يدعى شامول، فقال له: إنّ مرضك بسبب سوء نيتك في شأن الكعبة، وستشفى إذا صرفت ذهنك عن هذه الفكرة واستغفرت، فرجع تبع عما أراد ونذر أن يحترم الكعبة، فلما تحسن حاله كسا الكعبة ببرد يماني.
ذكر ابن كثير أن تبع اسمه أسعد أبو كريب وهو الذي مر على المدينة وحارب أهلها ثم سالمهم وترك عندهم لوحا فيه شعر، يذكر فيه أنه مؤمن بالنبي الذي سيبعث ويهاجر إلى المدينة، فتوارثوه إلى أن وصل إلى أبي أيوب الأنصاري، وهو الذي نزل عنده النبي صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة مهاجراً، وتبع هو الذي كسا الكعبة المشرفة ودعا قومه إلى الإيمان بالله تعالى، ثم لما توفي عادوا بعده إلى عبادة الأصنام والنيران[1].
وقد وردت قصّة كسوة الكعبة في تواريخ أُخرى حتى بلغت حد التواتر. وكان تحرك الجيش هذا، ومسألة كسوة الكعبة في القرن الخامس الميلادي.
سبب التسمية
سبب التسمية قال في التحرير والتنوير: قيل سموه تبعا باسم الظل لأنه يتبع الشمس كما يتبع الظل الشمس، ومعنى ذلك: أنه يسير بغزواته إلى كل مكان تطلع عليه الشمس، كما قال تعالى في ذي القرنين: فأتبع سببا * حتى إذا بلغ مغرب الشمس.. إلى قوله: لم نجعل لهم من دونها سترا، وقيل لأنه تتبعه ملوك مخاليف اليمن، وتخضع له جميع الأقيال والأذواء من ملوك مخاليف اليمن وأذوائه، فلذلك لقب تبعا لأنه تتبعه الملوك[2].
تبع نبيا أم ملكا فقط
اختلف هل كان نبيا أو ملكا فقط؟ فقال ابن عباس: كان تبع نبيا، وقال كعب: كان تبع ملكا من الملوك، وكان قومه كهانا، وكان معهم قوم من أهل الكتاب، فأمر الفريقين أن يقرب كل فريق منهم قربانا ففعلوا، فتقبل قربان أهل الكتاب فأسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: لا تسبوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا. وقال الكلبي: تبع هو أبو كرب أسعد بن ملك يكرب، وإنما سمي تبعا لأنه تبع من قبله، وقال سعيد بن جبير: هو الذي كسا البيت الحبرات، وقال كعب: ذم الله قومه ولم يذمه.اهـ.[3]
الرسول إلى قوم تبع
ذكر القرآن أن الله ارسل رسول إلى قوم تبع فكذبوه
سورة ق: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14)
سورة الدخان: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)
المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد قال: (لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم)، وفي رواية (كان مؤمنا)، فسر بعض العلماء الحديث بأن تبع كان على الديانة اليهودية المنتشرة باليمن قبل الإسلام.
النقوش
ذكرت النقوش ان اسرة "بنو بتع" هم أقيال (أمراء) شعب حُملان والتي تنتمي لاتحاد (سمعي) بقيادة (همدان) أحد البيوت القبلية الحاكمة في المرتفعات الشمالية لليمن لشعـب (حاشد).
كان لقبائل اتحاد (سمعي) دور بارز في الصراع القائم بين ملوك سبأ وذي ريدان (حمير) خلال القرون الثلاثة الميلادية الأولى بسبب وصول الأسرة التبعية الهمدانية إلى الحكم في ( سبأ ) حيث برز دور الأقيال من بني همدان في الحياة السياسية للدولة السبأية – الريدانية (الحميرية)، ومن هذه الأسرة الهمدانية برز الملك الهمداني ( شعر أوتر ) ملكاً لسبأ وذي ريدان كأبرز الملوك في القرن الثاني الميلادي ، وتمكن من إعادة توحيد الجزء الأكبر من اليمن.
الأحد، 25 نوفمبر 2018
اربح الف دولار يومياً بالمسابقة الآتية Contest
القسم
المسابقة
هل يمكنني الاشتراك في مسابقة 1000x1000 ضمن منصة مدرسة؟
نعم، يمكن لكل شخص لديه حساب مسجل في منصة مدرسة الاشتراك في المسابقة.
كيف أشترك في مسابقة 1000x1000؟
عن طريق التسجيل في منصة مدرسة والإجابة عن السؤال الذي يتم طرحه يومياً.
ما هي طريقة اختيار الفائزين في مسابقة 1000x1000؟
أصحاب الإجابات الصحيحة سيدخلون سحباً إلكترونياً يومياً لاختيار الفائز من بينهم.
من يحق له المشاركة في مسابقة 1000x1000؟
كل شخص لديه حساب موثق في منصة مدرسة يحق له المشاركة في المسابقة.
كيف أستلم جائزتي في حال فوزي في مسابقة 1000x1000؟
سيتم التواصل مع الفائزين باستخدام بياناتهم المسجلة في منصة مدرسة ليتسنى لفريق العمل الحصول على بيانات التحويل المصرفي الخاصة بالفائز أو الموكل عنه.
ما هي العملة التي سأستلم جائزتي بها؟
قيمة الجائزة 1000 دولار أمريكي، وسوف تصل إلى الفائز إما بالدولار الأمريكي أو بما يعادل القيمة ذاتها بالعملة المحلية حيث يقيم، وذلك وفق ظروف وقوانين كل بلد.
منصة مدرسة
مدرسة هي منصّة تعليمية إلكترونية رائدة توفِّر محتوى تعليمياً متميزاً باللغة العربية في كافة مواد العلوم والرياضيات، ومتاحة مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي أينما كانوا.
تعدّ منصة مدرسة إحدى مبادرات مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث تضمّ 5000 درس تعليمي بالفيديو، تشمل مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء، والرياضيات والعلوم العامة تغطّي مختلف المناهج الدراسية، من رياض الأطفال وحتى الصفّ الثاني عشر. وإلى جانب الفيديوهات التعليمية، ستضمّ مدرسة تمريناتٍ وتطبيقات في مختلف المواد العلمية بما يرفد العملية التعليمية في إطار تكاملي.
وتمّ إعداد وإنتاج هذه الفيديوهات التعليمية بالاستناد إلى أحدث مناهج التعليم العالمية، ضمن خطة تعريب وإنتاج مدروسة تمّت فيها مراعاة احتياجات الطلبة التعليمية في شتى المراحل الدراسية، كما تم تطبيق أرقى المعايير والضوابط الفنية في اختيار المواد العلمية، وتعريبها، ومواءمتها وفق المناهج المعتمدة في الدول العربية، وذلك من خلال تحدي الترجمة.
ويعتبر تحدي الترجمة أكبر مشروع ترجمة علمي من نوعه أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في سبتمبر 2017 لترجمة وتعريب محتوى تعليمي متميز للطلبة العرب، شارك في تنفيذه المئات من المتطوعين العرب من مترجمين، ومحرّرين علميين، ومعلّقين صوتيّين، ومصمّمي غرافيك ومنتجين فنيين، ومعلّمين، وذلك تحت إشراف لجان تربوية وفنية مختصة.
تنضوي مدرسة ضمن محور نشر التعليم والمعرفة، تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الإقليمية الأكبر لصناعة الأمل في المنطقة وبناء مستقبل أفضل للبشرية. ويشكل محور نشر التعليم والمعرفة أحد الدعامات الأساسية ضمن قطاعات عمل المؤسسة، من خلال برامج ومشاريع ومبادرات مستدامة تعمل على تطوير المنظومة التعليمية والمعرفية والثقافية في المنطقة العربية، وتحسين جودة التعليم في المجتمعات الأقل حظاً في مختلف أنحاء العالم، وتسهيل سبل الوصول إليه، وخاصة في المناطق التي تواجه تحديات ومعوقات جمّة.
الرؤية
تعكس مدرسة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتغيير واقع التعليم في الوطن العربي.
وردم الفجوة التعليمية بين العالم العربي ودول العالم المتقدم، عبر تطوير مفهوم "مدرسة المستقبل ومستقبل المدرسة"، كمفهوم جديد يهدف إلى الارتقاء بالمؤسسة التعليمية ككلّ، وتعزيز لامركزية التعليم، ومواكبة أحدث المناهج الدراسية العالمية، مع التركيز بصفة رئيسية على موادّ العلوم والرياضيات بوصفها مفتاح استئناف الحضارة العربية، وأساسَ الابتكار العلمي والتقني وكلّ ما تُبنى عليه اتجاهات اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة.
كما تركز مدرسة المستقبل على التعليم الذاتي النوعي الذي يسعى إلى بناء مهارات الطالب، وتوسيع مداركه من خلال محتوى تعليمي محدَّث، بما يضعه في المستوى نفسه مع أقرانه في دول العالم المتقدم، ويعزز قدراته التنافسية.
وتشمل رؤيةُ مدرسة في المدى المنظور توسيعَ فصولها ومساقاتها التعليمية الإلكترونية لتشمل مواداً تعليميةً أخرى تركز على اللغة العربية وقواعدها، بالإضافة إلى العلوم المتقدمة، مثل: الكمبيوتر، والهندسة، وعلوم الفضاء، والبرمجة، والذكاء الاصطناعي وغيرها.
كما تتطلع مدرسة إلى بناء شراكات مع مؤسسات وهيئات إقليمية ودولية ذاتِ برامجَ ومشاريعَ تعليمية وتدريبية متميزة في شتى المجالات العلمية والتقنية.
الأهداف
تسعى مدرسة، كمنصّة تعليمية إلكترونية تضم محتوى تعليمياً متميّزاً، إلى تحقيق الأهداف التالية:
توفير تعليم نوعي، يستند إلى أحدث المناهج العالمية في العلوم والرياضيات، وإتاحته مجاناً لملايين الطلبة العرب؛ بحيث يمكنهم الوصولُ إليه في أي مكان، والمساهمة في تغيير واقع التعليم في الوطن العربي، والارتقاء بالتحصيل العلمي لملايين الطلبة العرب، وفتح آفاق معرفية جديدة أمامهم.
ترسيخ أسس التعلم الذاتي والمنهجي، دون أن يتناقض ذلك مع دور المؤسسة التعليمية التقليدية.
التصدّي لمشكلة عزوف الطلبة العرب عن دراسة التخصصات العلمية؛ من خلال توفير محتوى تعليمي جاذب ومتميز في مواد العلوم والرياضيات، من مراحل التأسيس الأولى، وحتى مرحلة ما قبل التعليم الجامعي.
المساهمة في إعداد جيل جديد من الباحثين، والعلماء، والمبتكرين والمخترعين العرب المؤهلين للتصدي لأبرز معوقات التنمية.
المساهمة في خلق كفاءات عربية شابة مؤهلة علمياً، ومتمكِّنة من التكنولوجيا الحديثة، وقادرة على بناء مجتمعات قائمة على اقتصاد المعرفة، وممارسة دورها في صناعة مستقبل دولها.
الجمعة، 23 نوفمبر 2018
Breeding of small cats
القسم
The Cat
Cats are animals belonging to the group of nymphs, which also include the lion, the tiger, the pter and the tibia, small furry creatures covered with fur, known for their ability to interact with humans and live in their cities, and there are about 70 strains of domesticated cats around the world. Cats have strong claws that can be pulled or pulled under the skin when desired. Their jaw is filled with sharp teeth, making them ready to hunt and kill small animals, such as mice, birds and reptiles.
The cats' ears are highly sensitive to sounds. They can capture the higher and lower frequencies of the sound waves than the human ear. Cats live alone in areas they defend against intruders of their species so that they do not compete to catch bush in the area they own. However, cats are social beings, and when met, they communicate with a wide range of sounds and physical movements.
Breeding of small cats
Domestic cats, especially small ones if they have not been cared for or cared for, need a fair amount of care and attention. Small cats have many different needs depending on their age. During the first two months of a cat's life, they can only live with their mother and siblings. Their bodies lack the ability to regulate the heat. They depend on each other to keep themselves as warm as possible. Special care, such as feeding once every two hours, should be consulted with a veterinarian in this regard because of the risk of caring for a very small cat, but after the cat reaches the age of eight weeks become a bit strong and able to stay a normal amount of care, and can be treated healthily and food the same way Ge cats adult. Cats start eating at the age of forty-five days, and before that you can not eat or eat. Small cats need to eat extra food when they are two to four months old because they grow very fast at that point, and then they are treated like adult cats.
the food
Two-month-old cats can be fed many kinds of food. It is recommended that cat foods are available in shops from well-known companies. They have a high standard of quality. The veterinarian can help suggest the best food to be served to the cat. Little by age, activity and state of health. For example, cats need an amino acid called taurine to maintain the health of their eyes and heart, which they can only obtain with balanced and balanced food. Be careful to continually bring water to the cat and refill its container whenever it is short. On the other hand, be careful to provide excess food to the cat, and if the signs of illness or refuse to eat for more than two days, it is advisable to take her to the veterinarian.
Health Care
Often, domestic cats do not need to be cleaned at all. They can take care of their bodies alone and keep them clean enough. However, occasionally brushing them with a brush may be useful for additional safeguards and to reduce the amount of falling hair you leave at home. All cats tend to stitch their claws around and scratch them constantly, a natural need that is difficult to control, and may damage household furniture such as curtains, sofas, carpets, etc. To prevent the cat from doing so, the claws must be trimmed every two weeks Or three.
Cats prefer
to have their own spot in the house so that it is dry and clean, and there is a dish dedicated to the food, so that you can rest in it to rest whenever you want, and outside the house may succeed Cat secure a suitable place for herself without interference from the owner. In general, many cat owners tend to keep their pets indoors and not to let them out, because the life span of these animals is always longer when living in a home, leaving them more likely to be exposed to traffic accidents or getting into fights with other cats , Or in catching diseases. If the cat is allowed out of the house it is advisable to hang a card on the neck bearing the name and address of the owner, to be returned by one of them if it found stray road. Household cats should be taken to the veterinarian for a general
examination at least once a year.
Biological properties of cats
The origin of all domesticated cats (or domestic or domestic cats as they are called terrestrial species) is a type of catfish that began its relationship with humans in ancient Egypt some four thousand years ago. The ancient Egyptians used cats as pets for various reasons, Most notably the ability to chase and hunt rodents from mice and rats that harm their crops. Besides, the Egyptians took one of their gods in the form of a cat, and discovered some of the bodies of cats that they mummified as he was man. Cats can hunt rodents very efficiently, and they often prefer hunting for the game after dark; their ability (thanks to the reflective layer behind their eyes) to see better than their own prey, and thus catch up easily. All the cats communicate with each other by issuing a lot of meow. They mark their areas with the scattering of their leaves or the effects of their claws on the trees, fences and the surrounding trees, and so when another cat approaches and smells the smell or sees the signs, it moves away on its own.
الأربعاء، 21 نوفمبر 2018
مسلسل ارطغرل الحلقة 124 IYI
القسم
افضل سيرفر لتحميل ومشاهدة المسلسل التاريخي العملاق ارطغرل شاهد باعلى جودة وافضل ترجمة :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,رابط السيرفر لمشاهدة المسلسل
........................................
- الأميرُ الغازي أرطُغرُل بك بن سُليمان شاه القايوي التُركماني، أو اختصارًا أرطغرل (بالتركية: Ertuğrul)، (باللغة التركية العثمانية: ارطغرل، إضافة إلى لقب غازي) (بالتركية: Ertuğrul Gazi) أو أرطغرل بك (بالتركية:
- Ertuğrul Bey) (ومعنى الاسم: بالتركية "ار er" تعني "رجل أو جندي أوبطل" ، و"طغرل tuğrul" تعني "طائر العقاب وهو معروف بأنه طير جارح ضخم قوي البنية" - وبذلك قد يكون اسم أرطغرل معناه: الرجل العقاب أو الجندي العقاب أو الطير الجارح البطل ، والمعلوم أن العقاب لا يأكل إلا من صيد مخالبه فلعل اسمه كان تيمنا بقوته على أعدائه) المولود حوالي عام 1191م – والمتوَفي عام 1281م بمدينة سكود، بالأناضول. هو والد السلطان عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، وهو أيضا قائد قبيلة قايى من أتراك الأوغوز.
- من المعلومات المؤكدة أن أرطغرل ينحدر من القبيلة الأولى من قبائل الأوغوز البالغة 24 قبيلة، ومن عائلة بكوات عشيرة قايى التي تُعد سلالةً خاقانية، ومن المعلومات المؤكدة أيضا أن أباه وأجداده هم بكوات (أمراء) هذه العشيرة، ومذهب القبيلة والأسرة هو حنفي من أهل السنة والجماعة.[6]
- على الرغم من ثبوت وجود أرطغرل تاريخياً عن طريق العملات المسكوكة من قِبَل ابنه عثمان الأول، والتي تحدد اسم والده بأرطغرل، إلا أنه لا يوجد أي شيء آخر معروف على وجه اليقين بخصوص حياته أو أنشطته.
- ولكن وفقا للتراث العثماني، فإن أرطغرل كان ابن سليمان شاه التركماني (شاه معناه ملِك وإذا جاء بعد الاسم فإنه يعني السيد) زعيم قبيلة قايى من أتراك الأوغوز الذين نزحوا من شرق إيران إلى الأناضول هرباً من الغزو المغولي.وهناك نسب افتراضي آخر لأرطغرل هو: أرطغرل بن كندز آلب بن قايا آلب بن كوك آلب بن صارقوق آلب بن قايى آلب الذي اكتسبت القبيلة منه اسمها.
- وفقا لرواية التراث العثماني، فإن أرطغرل وأتباعه دخلوا في خدمة سلاجقة الروم بعد وفاة والده، وكوفىء بالسيادة على بلدة سكود (تُلفظ سوغوت، ومعناها شجر الصفصاف) (بالتركية: Söğüt) الواقعة على الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية في ذاك الوقت.وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الأحداث التاريخية التي أدت إلى تأسيس الدولة العثمانية.
- غالبا ما يشار إلى أرطغرل وإلى ابنه عثمان وإلى نسلهما من سلاطين الدولة العثمانية، باسم:غازي أي مقاتل بطل ومجاهد في سبيل رفع كلمة الإسلام.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
........................................
ظهور المهدي ...
القسم
السؤال:
ما هو القول الفصل فى فكرة المهدي المنتظر؟
الجواب:
سنذكر كلمة موجزة عن المهدي المنتظر ملخصة من عدّة كتب ومقالات قديمة وحديثة. فنقول. ظهور المهدي فيه أربعة أقوال: القول الأول: أن المهدي هو المسيح ابن مريم عليهما السلام، ودليله حديث ابن ماجه: “لا مهدي إلا عيسى بن مريم” وهو حديث ضعيف،تفرد به محمد بن خالد. وورود أحاديث بوجود المهدي وصلاته مع عيسى ابن مريم تمنع الحصر الوارد في هذا الحديث في عدم وجود مهدي إلا عيسى. على أن هذا الحديث لو صح لم تكن فيه حجة، لأن سيدنا عيسى عليه السلام أعظم مهدي بين يدي رسول الله صلى الله عليه سلم ، فيكون الحصر إضافيًا، والمراد لا مهدي كامل إلا عيسى عليه السلام.
القول الثاني: أن المهدي رجل من آل البيت من ولد الحسين بن علي، يخرج آخر الزمان ليملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، وأكثر الأحاديث تدل على هذا، وهي وإن كانت ضعيفة يقوى بعضها بعضًا، وقد صحح بعضهم بعضها، منها حديث أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجة “لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله فيه رجلاً من أهل البيت يملؤها عدلاً كما ملئت جورًا” ورواية أبي داود هذه وثقها الهيثمي في مجمع الزوائد.
القول الثالث: أنه المهدي الذي تولى الخلافة في الدولة العباسية في القرن الثاني الهجري، والأحاديث التي رويت في هذا ضعيفة، وعلى فرض صحتها، فالمهدي هذا هو من أحد المهديين، وهناك غيره، ويصح أن يقال: إن عمر ابن عبد العزيز كان مهديًا، بل هو أولى بهذه التسمية من مهدي بني العباس.
القول الرابع: الأقوال السابقة هي لأهل السنة، وهذا القول هو للشيعة الإمامية، حيث يقولون: إنه محمد بن الحسن العسكري المنتظر، من ولد الحسين بن علي، ويقولون في صفته: الحاضر في الأمصار، الغائب عن الأبصار، وأنه دخل سردابًا في “سامرا” وقيل في مدينة تدعى “جابلقا” وهي مدينة وهمية ليس لها وجود. وزعم أحمد الأحسائي الممهد للبهائية أنه في السماء وليس في الأرض. دخلها وكان طفلاً صغيرًا منذ أكثر من خمسمائة عام، فلم تره بعد ذلك عين ولن يُسمع فيه خبر، وهم ينتظرونه كل يوم، يقفون بالخيل على باب السرداب، ويصيحون به أن يخرج إليهم ثم يرجعون، وقال في ذلك بعض الشعراء:
“ما آن للسردان أن يلد الذي كلمتموه بجهلكم ما آنا فعلى عقولكم العفاء فإنكم ثلثتم العنقاء والغيلانا”
هذا، وهناك مهديون كثيرون ظهروا في التاريخ، في الشرق وفي الغرب، واليهود ينتظرون الذي يخرج آخر الزمان، لتعلو كلمتهم وينتصروا به على سائر الامم، ويعتقد هذا سبعون ألفًا من يهود أصفهان، وكذلك النصارى ينتظرن المسيح يوم القيامة، وبهذا تكون الملل الثلاثة منتظرة للمهدي.
إن المهدي وردت فيه أحاديث كثيرة صحح بعضها وضعف الكثير منها، ويؤخذ من مجموعها أنه من آل البيت، وسيخرج آخر الزمان، ويلتقي مع سيدنا عيسى عليه السلام. فقد أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلاً من عترتي يملؤها عدلاً كما ملئت جورًا”
ويؤخذ من الأحاديث أن اسمه “محمد” وأن اسم والده “عبد الله” كاسم والد النبي صلى الله عليه وسلم وتقول الشيعة إنه اختفى بعد موت والده، وذكر محي الدين بن العربي في “فتوحاته” أن والده هو الإمام حسن العسكري، وساق نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ابن حجر في “الصواعق” أن ظهوره يكون بعد أنه يخسف القمر في أول ليلة من رمضان، وتكسف الشمس في النصف منه، وذلك لم يوجد منذ أن خلق الله السماوات والأرض كما قرره علماء الفلك، فهل سيكون ذلك من باب الإعجاز؟. بل ذكر الشعراني في “اليواقيت والجواهر” أنه يولد في ليلة النصف من شعبان سنة 1255هـ قائلاً: أنه تلقى ذلك من الشيخ حسن العراقي ووافق عليه الخواص.هذه صور من أفكار المسلمين عن المهدي، وفي بعضها بُعد يصعب تعقله، ولا يجوز أن نبني العقائد على مثل هذه القواعد غير الثابتة.
لقد استغل كثير من الناس قضية المهدي فتكوّنت دول وظهرت شخصيات على مسرح التاريخ، وقامت دعوات تتمسح بها، وكلٌ يدعي أن آخر الزمان المقصود في الكلام عنه هو مكانه الذي كثر فيه الظلم، وكل زمان لا يخلو من ذلك كما يتصوره بعض الناس.
لقد استغلها الفاطميون وأقاموا دولتهم أولاً بالمغرب، ثم انتقلت إلى مصر واتسعت نطاقها، واستغلها “ابن تومرت” فأسس دولة الموحدين بني عبد المؤمن، وفي أيام الدولة المرينية بفاس قام رجل اسمه “التوبرزي” مدعيًا أنه المهدي أيضًا، كما ادعاها مغربي من طرابلس قابل نابليون بين دمنهور ورشيد، وقيل إن المهدي صاحب ثورة السودان كان أتباعه يطلقون عليه المهدي المنتظر.
يقول القلقشندي في ادّعاء الشيعة الإمامية لوجود المهدي: إنهم يقفون عند باب السرداب ببغلة ملجمة من الغروب إلى مغيب الشفق، وينادونه ليخرج حتى يقضي على الظلم الذي عم البلاد. ويروي ياقوت أنهم كانوا في “كاشان” من بلاد الفرس يركبون كلّ صباح للقائه وذلك في أواخر القرن الخامس الهجري، ويروي مثل ذلك ابن بطوطه، والكيسانية يدعون أنه “محمد ابن الحنفية” وكان من العادات في زمن ملوك الصفوية في فارس إعداد فرسين مسرجين دائمًا في القصر لاستقبال المهدي وعيسى. وهذا يشبه عمل المهوسين من الإفرنج في القدس الذين ينتظرون مجيء المسيح يوم الدينونة. يقول “هوارت” الفرنسي في “تاريخ العرب”: إن إنكليزيا ذهب إلى بيت المقدس وأقام بالوادي الذي ستكون فيه الدينونة، وفي كل صباح يقرع الطبل منتظرًا للحشر. وجاءت امرأة إنكليزية إلى القدس، وكانت تعد الشاي كل يوم لتحي به المسيح عند ظهوره. ويقول “لامرتين” عند زيارته لجبل لبنان: إنه رأى في قرية “دون” السيدة “استير ستاتهوب” بنت أخي “بيت” الوزير الإنكليزي الشهير، عندها فرسا مسرجًا، زعمت أنها تعده ليركبه المسيح.
إن ظهور المهدي ليس له دليل صريح في القرآن الكريم، وقد رأى ابن خلدون عدم ظهوره كما جاء في الفصل الذي عقده في مقدمته خاصًا بذلك والشوكاني ألف كتابًا سماه “التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال المسيح” جاء فيه أن الأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها، منها خمسون حديثًا في الصحيح والحسن والضعيف المنجبر وهي متواترة بلا شك ولا شبه.
ومهما يكن من شيء فإن ظهوره ليس ممنوعًا عقلاً، ولم تثبت استحالته بدليل قاطع كما أن أدلة ظهوره لم تسلم من المناقشة، العقائد لا تثبت بمثل هذه الأدلة على ما رآه المحققون. فما أثبت فهو حر فيما يرى، لكن لا يجوز أن يفرض رأيه على غيره، ومن نفي لم يخرج من الإيمان إلى الكفر. وأولى لنا أن نتناقش في أمر عملي يعيد لنا قوتنا الأولى، أو على الأقل يخلص المسلمين من الوضع الذي هم فيه الآن والعقائد الأساسية واضحة وأدلتها موفورة.
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل لدى أهل السًنة عقيدة بالمهدي (ع) و مَنْ هُوَ عندهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيعتقد أهل السنة أن من أشراط الساعة خروج المهدي آخر الزمان، فيملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويفيض المال.
وقد جاءت السنة ببيان اسمه وصفته ومكان خروجه، فمن ذلك:
1- ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي" وفي رواية لأبي داود: "يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي". والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر والألباني.
2- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين" رواه أبو داود والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
3- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة" رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
4- وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة" رواه أحمد وابن ماجه، وصححه أحمد شاكر والألباني. قال ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم: (أي يتوب الله عليه، ويوفقه ويلهمه، ويرشده بعد أن لم يكن كذلك).
5- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً. يعني حججا" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: هذا سند صحيح رجاله ثقات.
6- وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح.
قال ابن كثير: "والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت، كما دل على ذلك بعض الأحاديث" انتهى.
وقال ابن كثير أيضاً: "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة، يقتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء، حتى يكون آخر الزمان، فيخرج المهدي، ويكون ظهوره من بلاد المشرق، لا من سرداب سامرا، كما يزعمه جهلة الرافضة من وجوده فيه الآن، وهم ينتظرون آخر الزمان، فإن هذا نوع من الهذيان، وقسط كبير من الخذلان، شديد من الشيطان، إذ لا دليل على ذلك ولا برهان، لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا استحسان" انتهى.
وقال ابن القيم في المنار المنيف: (ولقد أحسن من قال:
ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتموه بجهلكم ما آنا؟
فعلى عقولكم العفـاء فإنكم ثلثتم العنقـاء والغيلانـا
ولقد أصبح هؤلاء عاراً على بني آدم، وضحكة يسخر منهم كل عاقل) انتهى.
7- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم" رواه البخاري ومسلم.
8- وعن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة" قال: "فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا. فيقول: لا. إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة" رواه مسلم. وفي رواية عند الحارث بن أبي أسامة " فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا..." الحديث، قال عنه ابن القيم في المنار المنيف: هذا إسناد جيد.
فهذا بعض ما ورد في ذكر المهدي وخروجه آخر الزمان . وليعلم أن أحاديثه بلغت حد التواتر كما صرح بذلك جماعة من أهل العلم. قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية ( وقد كثرت بخروجه الروايات، حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة، حتى عُدّ من معتقداتهم" إلى أن قال: "وقد روي عمن ذُكر من الصحابة وغير من ذُكر منهم رضي الله عنهم، بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم، ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة" انتهى.
وقال الشوكاني: "والأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر ، التي أمكن الوقوف عليها ، منها خمسون حديثاً، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول..." انتهى.
وقد أنكر جماعة خروج المهدي محتجين بحديث "ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم" وهو حديث رواه ابن ماجه والحاكم، لكنه ضعيف كما جزم بذلك جماعة منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. والله أعلم.
فيعتقد أهل السنة أن من أشراط الساعة خروج المهدي آخر الزمان، فيملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويفيض المال.
وقد جاءت السنة ببيان اسمه وصفته ومكان خروجه، فمن ذلك:
1- ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي" وفي رواية لأبي داود: "يواطيء اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي". والحديث قال عنه الترمذي: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر والألباني.
2- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين" رواه أبو داود والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
3- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة" رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
4- وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة" رواه أحمد وابن ماجه، وصححه أحمد شاكر والألباني. قال ابن كثير في كتابه النهاية في الفتن والملاحم: (أي يتوب الله عليه، ويوفقه ويلهمه، ويرشده بعد أن لم يكن كذلك).
5- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً. يعني حججا" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وقال عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: هذا سند صحيح رجاله ثقات.
6- وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح.
قال ابن كثير: "والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت، كما دل على ذلك بعض الأحاديث" انتهى.
وقال ابن كثير أيضاً: "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة، يقتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء، حتى يكون آخر الزمان، فيخرج المهدي، ويكون ظهوره من بلاد المشرق، لا من سرداب سامرا، كما يزعمه جهلة الرافضة من وجوده فيه الآن، وهم ينتظرون آخر الزمان، فإن هذا نوع من الهذيان، وقسط كبير من الخذلان، شديد من الشيطان، إذ لا دليل على ذلك ولا برهان، لا من كتاب ولا سنة ولا معقول صحيح ولا استحسان" انتهى.
وقال ابن القيم في المنار المنيف: (ولقد أحسن من قال:
ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتموه بجهلكم ما آنا؟
فعلى عقولكم العفـاء فإنكم ثلثتم العنقـاء والغيلانـا
ولقد أصبح هؤلاء عاراً على بني آدم، وضحكة يسخر منهم كل عاقل) انتهى.
7- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم" رواه البخاري ومسلم.
8- وعن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة" قال: "فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا. فيقول: لا. إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة" رواه مسلم. وفي رواية عند الحارث بن أبي أسامة " فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا..." الحديث، قال عنه ابن القيم في المنار المنيف: هذا إسناد جيد.
فهذا بعض ما ورد في ذكر المهدي وخروجه آخر الزمان . وليعلم أن أحاديثه بلغت حد التواتر كما صرح بذلك جماعة من أهل العلم. قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية ( وقد كثرت بخروجه الروايات، حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة، حتى عُدّ من معتقداتهم" إلى أن قال: "وقد روي عمن ذُكر من الصحابة وغير من ذُكر منهم رضي الله عنهم، بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم، ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة" انتهى.
وقال الشوكاني: "والأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر ، التي أمكن الوقوف عليها ، منها خمسون حديثاً، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول..." انتهى.
وقد أنكر جماعة خروج المهدي محتجين بحديث "ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم" وهو حديث رواه ابن ماجه والحاكم، لكنه ضعيف كما جزم بذلك جماعة منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. والله أعلم.
السبت، 17 نوفمبر 2018
مسلسل السلطان عبدالحميد الثاني 61
القسم
تحميل المسلسل
عبد الحميد الثاني (بالتركية العثمانية: عبد حميد ثانی؛ وبالتركية الحديثة: Sultan Abdülhamid II أو II. Abdülhamid). هو خليفة المسلمين الثاني بعد المائة والسلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس والعشرون من سلاطين آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم، تقسم فترة حكمه إلى قسمين: الدور الأول وقد دام مدة سنة ونصف ولم تكن له سلطة فعلية، والدور الثاني وحكم خلاله حكماً فردياً، يسميه معارضوه "دور الاستبداد" وقد دام مدة ثلاثين سنة. تولى السلطان عبد الحميد الحكم في (10 شعبان 1293 هـ - 31 أغسطس 1876)، وخُلع بانقلابٍ في (6 ربيع الآخر 1327هـ - 27 أبريل 1909)، فوُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته في 10 فبراير 1918م.[2] وخلفه أخوه السلطان محمد الخامس. أطلقت عليه عدة ألقاب منها "السُلطان المظلوم"، بينما أطلق عليه معارضوه لقب "السُلطان الأحمر"، ويضاف إلى اسمه أحياناً لقب "غازي". وهو شقيق كلٍ من: السلطان مراد الخامس والسلطان محمد الخامس والسلطان محمد السادس.
وصل عبد الحميد إلى تخت المُلك خلفاً لأخيه السلطان مراد الخامس الذي مكث في السلطة ثلاثة أشهر فقط وأنزله وزراؤه بعد أن أصيب بالجنون. شهدت خلافته عدداً من الأحداث الهامة، مثل مد خط حديد الحجاز الذي ربط دمشق بالمدينة المنورة، وسكة حديد بغداد وسكة حديد الروملي، كما فقدت الدولة أجزاءً من أراضيها في البلقان خلال حكمه، وكذلك قبرص ومصر وتونس، وانفصلت بلغاريا والبوسنة والهرسك في 1908م.
تحميل المسلسل
الأربعاء، 14 نوفمبر 2018
تحميل ومشاهدة مسلسل ارطغرل الحلقة 123 IYI
القسم
افضل سيرفر لتحميل ومشاهدة المسلسل التاريخي العملاق ارطغرل شاهد باعلى جودة وافضل ترجمة :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,رابط السيرفر لمشاهدة المسلسل
تحميل المساسل
........................................
- الأميرُ الغازي أرطُغرُل بك بن سُليمان شاه القايوي التُركماني، أو اختصارًا أرطغرل (بالتركية: Ertuğrul)، (باللغة التركية العثمانية: ارطغرل، إضافة إلى لقب غازي) (بالتركية: Ertuğrul Gazi) أو أرطغرل بك (بالتركية:
- Ertuğrul Bey) (ومعنى الاسم: بالتركية "ار er" تعني "رجل أو جندي أوبطل" ، و"طغرل tuğrul" تعني "طائر العقاب وهو معروف بأنه طير جارح ضخم قوي البنية" - وبذلك قد يكون اسم أرطغرل معناه: الرجل العقاب أو الجندي العقاب أو الطير الجارح البطل ، والمعلوم أن العقاب لا يأكل إلا من صيد مخالبه فلعل اسمه كان تيمنا بقوته على أعدائه) المولود حوالي عام 1191م – والمتوَفي عام 1281م بمدينة سكود، بالأناضول. هو والد السلطان عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، وهو أيضا قائد قبيلة قايى من أتراك الأوغوز.
- من المعلومات المؤكدة أن أرطغرل ينحدر من القبيلة الأولى من قبائل الأوغوز البالغة 24 قبيلة، ومن عائلة بكوات عشيرة قايى التي تُعد سلالةً خاقانية، ومن المعلومات المؤكدة أيضا أن أباه وأجداده هم بكوات (أمراء) هذه العشيرة، ومذهب القبيلة والأسرة هو حنفي من أهل السنة والجماعة.[6]
- على الرغم من ثبوت وجود أرطغرل تاريخياً عن طريق العملات المسكوكة من قِبَل ابنه عثمان الأول، والتي تحدد اسم والده بأرطغرل، إلا أنه لا يوجد أي شيء آخر معروف على وجه اليقين بخصوص حياته أو أنشطته.
- تحميل المساسل
- ولكن وفقا للتراث العثماني، فإن أرطغرل كان ابن سليمان شاه التركماني (شاه معناه ملِك وإذا جاء بعد الاسم فإنه يعني السيد) زعيم قبيلة قايى من أتراك الأوغوز الذين نزحوا من شرق إيران إلى الأناضول هرباً من الغزو المغولي.وهناك نسب افتراضي آخر لأرطغرل هو: أرطغرل بن كندز آلب بن قايا آلب بن كوك آلب بن صارقوق آلب بن قايى آلب الذي اكتسبت القبيلة منه اسمها.
- وفقا لرواية التراث العثماني، فإن أرطغرل وأتباعه دخلوا في خدمة سلاجقة الروم بعد وفاة والده، وكوفىء بالسيادة على بلدة سكود (تُلفظ سوغوت، ومعناها شجر الصفصاف) (بالتركية: Söğüt) الواقعة على الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية في ذاك الوقت.وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الأحداث التاريخية التي أدت إلى تأسيس الدولة العثمانية.
- غالبا ما يشار إلى أرطغرل وإلى ابنه عثمان وإلى نسلهما من سلاطين الدولة العثمانية، باسم:غازي أي مقاتل بطل ومجاهد في سبيل رفع كلمة الإسلام.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
........................................
الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018
الثورات العربية ربيع عربي .... بخريف اقتصادي
القسم
الدكتور جواد كاظم البكري
جامعة بابل/كلية الادارة والاقتصاد
|
الثورات العربية
ربيع عربي .... بخريف اقتصادي
مقدمة
أخذت التحليلات التي تناولت الثورات العربية تنحو منحىً منفرداً( متناولةً) الأبعاد السياسية لحركة الاحتجاجات الجارية في العديد من البلدان العربية، وما كان غائباً وما لم يحسب له هو البعد الاقتصادي.. وعلى خلفية الارتباط بين ما هو اقتصادي وما هو سياسي، يبرز السؤال الهام جدا: ما هي التداعيات الاقتصادية التي حققتها حركات التغيير السياسي العربية؟ وإلى أي مدى يمكن وضع وتقييم كشف حسابات الأرباح والخسائر المترتبة عليها؟ وماهي النتائج الاقتصادية لتلك الثورات في المديات القريبة والمتوسطة والبعيدة؟ وهل حملت تلك الثورات نتائج اقتصادية ايجابية؟ واذا كان أحد أهم اسباب تلك الثورات اقتصادية، فهل ستقوم النخب الجديدة بايجاد نماذج تنمية جديدة لأنتشال شعوبها من الوضع الاقتصادي المزري التي عاصرته ابان العهود الدكتاتورية؟
فمما لا لبس فيه أن أبرز مسببات الثورات كانت هي الضغوط الاقتصادية الشديدة التي يرزح تحتها السواد الأعظم من المجتمعات العربية في ظل مناخ سياسي يتسم بالفساد وخنق الحريات وتراكم الفشل في اخراج العرب الى بودقة العالم المتحضر ، وخير دليل على ذلك إن الثورات العربية اندلعت في 18 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010 تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها، ومن ثم قيام شرطية بصفعه أمام الملأ وقالت له ....إرحل، فأصبحت تلك الكلمة شعار الثورة لرحيل الرئيس بن علي و رؤساء آخرين.
ولكن ماذا كانت توقعات الجماهير التي قامت بتلك الثورات وقدمت أغلى ماتملك وهي الحياة التي وهبها الله سبحانه وتعالى؟ كانت الجماهير تتوقع تحول نحو الأفضل سواء اكانت من الناحية السياسية أو من الناحية الاقتصادية، كانت تتوقع انخفاض نسب البطالة وارتفاع معدلات الدخل الفردي، وتحسين مستوى الخدمات، وخفض الضرائب على دخول الطبقات الوسطى والفقيرة.. الخ من الخدمات التي تحاكي بها شعوب المنطقة العربية شعوب المعمورة، كل هذا نتيجة لتوقع الجماهير استثمار الكفاءة في توجيه الموارد واستغلالها لمصلحة الجمع الأعظم من الناس في مناخ يتسم بالشفافية والمساءلة، وفي ظل توزيع أكثر عدلا للدخل وفرص أكثر تكافؤا للجميع.
عوامل حتمية التغيير في الشارع العربي
إلى جانب الأسباب السياسية للثورات العربية، هناك العديد من الأسباب الاقتصادية التي ساهمت في اندلاع هذه الثورات، حيث يلاحظ وجود مشكلات اقتصادية مشتركة مابين الدول العربية التي اندلعت فيها هذه الثورات في كثير من القطاعات الاقتصادية، والتي أثرت في جودة حياة الشعوب ودرجة رفاهيتها في هذه الدول، وفي مقدمة هذه الظروف حالة الإحباط التي أصيبت بها شعوب هذه البلدان بسبب ضعف نتائج برامج الإصلاح الاقتصادي بصفة عامة، وتسببها في العديد من المشكلات في كثير من القطاعات الاقتصادية، وإخفاقها في الحد من معدلات الفقر، وتوفير فرص العمل، ويمكن رصد أهم المؤشرات الاقتصادية التي تؤكد ذلك في الآتي.
• تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي وشعور المواطن في هذه الدول بأن مستويات المعيشة لا تتحسن بل تتراجع، ولا تتواكب مع ما تعلنه الحكومات من أرقام في هذا المجال، إضافة إلى عدم عدالة توزيع عوائد التنمية في هذه الدول بين الفئات المختلفة.
• ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وضعف نتائج برامج التشغيل في معظم هذه الدول، وهو ما جعل عدد كبير من الشباب في هذه الدول ييأس من سوق العمل، وتشير الأرقام إلى أن متوسط معدل البطالة في الدول العربية وصل إلى نحو 8% (يتراوح هذا المعدل بين 50 في المائة في جيبوتي ونحو 0.4 في المائة في الكويت)، وهو أعلى معدل عالمي، اذ بلغ العدد المطلق للعاطلين عن العمل في الدول العربية نحو 14 مليون عاطل.
• ارتفاع معدلات الفقر وسقوط النسبة الأكبر من السكان تحت خط الفقر في العديد من الدول العربية، اذ بلغ معدل الفقر في فلسطين والصومال وموريتانيا والأردن واليمن والسودان نحو 40%، وتجاوز 21%في مصر، و 10% في سورية والعراق وتونس والجزائر.
• تراجع جودة الخدمات العامة المقدمة للمواطنين في كثير من الدول العربية، مثل التعليم والصحة والمواصلات، وهو الأمر الذي كان له انعكاساته على جودة الحياة، وعلى طريقة فهم المواطنين للقضايا الوطنية، ويكفي هنا الإشارة إلى تفاقم معدلات الأمية في الدول العربية، التي تجاوزت 59% في العراق، ونحو 33.6% في مصر، ونحو 15.5% في سورية، ونحو 13.2% في ليبيا، ونحو 19.4% في تونس، ونحو 41.1% في اليمن.
• ارتفاع معدلات التضخم ومعاناة الشعوب من ارتفاع الأسعار ونقص وسوء التغذية، وذلك في ظل الارتفاع غير المسبوق لأسعار السلع الغذائية، وكذلك في ظل فشل سياسات الدعم الحكومي في مساعدة الفئات الأكثر فقراً، حيث تشير دراسات البنك الدولي إلى أن 34% فقط من مبالغ الدعم الهائلة المقدمة في الدول التي شهدت الاضطرابات تذهب للفئات الفقيرة وأن 66% من هذه المبالغ تذهب للفئات التي لا تستحق الدعم.
أبعاد المشكلات الاقتصادية لدول الثورات
ان المشكلات الاقتصادية لدول الثورات العربية ثلاثية الأبعاد:
• الأول: تواجه هذه الدول تراجعا واضحا في معدلات النمو ومن ثم في إيراداتها العامة، في الوقت الذي تميل فيه تكاليف المعيشة نحو الارتفاع لأسباب كثيرة، منها قيود العرض المصاحبة لظروف الثورة، وحرص الحكومات الجديدة على رفع الحد الأدنى للأجور دون أن يصاحب ذلك نمو مماثل في الناتج المحلي.
• الثاني: هو العجز الكبير في المالية العامة لدول الثورات العربية بسبب تزايد الإنفاق العام الناجم عن حرص الحكومات على استيفاء الاحتياجات الأساسية للسكان وتحسين مستوياتها، في الوقت الذي تميل فيه الإيرادات العامة نحو الانخفاض بسبب تراجع معدلات النمو وانخفاض قدرة الممولين على دفع الضرائب، ويتسبب العجز المالي الحالي في ارتفاع الدين العام المحلي إلى مستويات غير مستدامة، وإلى حد ما الدين الخارجي.
• الثالث: وهو التراجع الكبير في موارد النقد الأجنبي لهذه الدول، واستنزاف احتياطياتها منه نتيجة لخروج رأس المال وتراجع موارد النقد الأجنبي التقليدية، وبصفة خاصة عوائد السياحة، فضلا عن توقف تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة نظرا للظروف السياسية غير الموائمة، فعلى سبيل المثال تتعرض موارد مصر الرئيسة من النقد الأجنبي حاليا لضربات حادة، خصوصا صادراتها السلعية وإيراداتها من السياحة، نظرا للتراجع الكبير في أعداد السائحين بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تتعرض له البلاد حاليا.
الانعكاسات الاقتصادية للثورات العربية
قبل البحث في هذا الموضوع، فقد حاولت وبكل قوة أن أبحث بين ثنايا البيانات والاحصاءات عن رقم أو معلومة واحدة ترشدني الى اكتشاف أثر اقتصادي ايجابي واحد افرزته الثورات العربية ولكن دون جدوى، فقد دلت كل المؤشرات الاقتصادية المتوفرة من المنظمات الاقتصادية الدولية أو المصادر الحكومية الى تدهور حاد في كل القطاعات الاقتصادية لتلك الدول، وفي ادناه فيض من غيض المؤشرات السلبية التي احاطت باقتصادات مصر وتونس وليبيا ومن ثم اثرها على الدول العربية بصورة عامة:
مصر
• منذ بدء الثورة حتى الآن تراجع الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي بنحو 19 مليار دولارا نتيجة لخروج رؤوس أموال أجنبية بمقدار 8.8 مليار دولار، ودفع 4.9 مليار دولار لخدمة الديون الخارجية المصرية (فوائد وأقساط سداد)، وتحويل 2.6 مليار من قطاع البترول ودفع 2.6 مليار لاستيراد السلع التموينية.
• قدر العجز المبدئي للميزانية العامة المصرية في عام 2012 بـ 134 مليار جنيه (22 مليار دولار تقريبا)، غير أن التقديرات الجديدة تصل بهذا العجز إلى 182 مليار جنيه (30 مليار دولار) وهو عجز تنوء إمكانات الدولة عن تحمله على المدى الطويل، وللتعامل مع هذه الفجوة التمويلية الضخمة من العجز تفكر مصر حاليا في فرض ضرائب جديدة أو توسيع نطاق الضرائب القائمة بما في ذلك الضرائب على المستثمرين، وتعديل الضرائب الجمركية بما لا يخل بالتزامات مصر نحو منظمة التجارة العالمية، وهي جميعها إجراءات انكماشية لا تساعد الاقتصاد الوطني في مثل هذه الظروف وستؤثر سلبا في معدلات النمو المتوقعة، ناهيك عن ضعف حصيلتها المرتقبة في ظل الظروف الحالية وأخذا في الاعتبار درجة كفاءة الإدارة الضريبية في التحصيل.
• على الرغم من إعلان الحكومة المصرية أنها ستقوم بتمويل جانب كبير من هذا العجز من خلال الاقتراض الخارجي لما يراوح بين 10 و12 مليار دولار، إلا أن هذه السيناريو تحوم حوله العديد من الشكوك، لعل أهمها توقف تدفقات المساعدات إلى الاقتصاد المصري بعد الثورة بصورة شبه تامة، كذلك فإن هناك نوعا من التباطؤ من جانب المؤسسات الدولية والجهات المتعددة الأطراف التي وعدت بإقراض مصر في إبرام هذه القروض، من ناحية ثالثة فإن انخفاض التصنيف الائتماني لمصر من قبل مؤسسات التصنيف الائتماني العالمية مرات عدة بعد الثورة إلى مستويات متدنية نتيجة لتردي الأوضاع السياسية التي تتفاقم يوما بعد الآخر تحت دوي هدير الجماهير في الميادين الرئيسة في مصر، التي على ما يبدو أنها غير مبالية بمآل الاقتصاد المصري وأوضاعه المتردية حاليا، سيؤدي هذا إلى ارتفاع درجة المخاطرة على معدلات الفائدة التي ستصدر بها السندات المصرية، ويجعل من خدمة هذه الديون الجديدة مسألة ذات تكلفة عالية للاقتصاد المصري، لذلك من المتوقع أن يتم تمويل الجانب الأكبر من هذه المستويات المرتفعة للعجز من خلال السندات المحلية، وهو ما سيؤدي إلى رفع الدين المحلى إلى مستويات كبيرة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، ويجعل معدل خدمة هذا الدين إلى الناتج أعلى من معدل النمو الحقيقي في الناتج المحلي، الأمر الذي يجعل الدين العام غير مستدام.
• كشف أحدث تقرير للبنك المركزي المصري عن أن ديون مصر الخارجية ارتفعت الى 34.9 مليار دولار بنهاية يونيو 2010. وأشار التقرير، إلى ارتفاع رصيد الدين الخارجي المُستحق على مصر بـ 1.2 مليار دولار بزيادة نسبتها 3.6%، مقارنة بنهاية يونيو من العام 2010 عندما كان الدين الخارجي يقدَّر بـ 33.7 مليار دولار.
• لن يتخطى نمو اجمالي الناتج القومي 1,2% عام 2011 بالمقارنة مع 5,1% عام 2010.
• فقد الجنيه المصري نحو 3,8% من قيمته منذ اندلاع الثورة وحتى الوقت الحاضر.
• رفضت الحكومة المصرية قروضاً من صندوق النقد الدولي من قبل، بعد أن وصلت الى اتفاق شبه نهائى بهذا الغرض، لكنها رأت أنه بإمكانها الاعتماد على موارد أخرى دون الحاجة لقرض الصندوق، مثل الاقتراض المحلى، ولكن مع زيادة تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتراجع حجم الاحتياطى من النقد الأجنبى، وزيادة عجز الموازنة، دفع الحكومة إلى اللجوء مرة أخرى للصندوق اضافة الى الاقتراض الداخلي، وقد سبق لمصر أن اتخذت نفس الموقف فى برنامجها الثانى مع الصندوق، حيث رفضت اللجوء لقرض كان مخصصاً لها عام2008، وأكملت برنامجها الإصلاحى دون قروض.
• بلغت قيمة الاستثمارات الكلية المنفذة في عام 2010/2011 نحو 229 مليار جنية بانخفاض نحو 3% عن العام السابق.
• بلغ معدل الاستثمار 16,7 %من الناتج المحلى الإجمالي مقابل 22,3% في عام 2007/2008 وبلغ نحو 19,5% في يونيو 2010.
• خسائر قطاع الانترنت خلال الأيام الخمسة التي تم فيها قطع خدمات الإنترنت في مصر بلغت نحو 90 مليون دولار.
• يمكن حصر الكلفة الإجمالية للخسائر كما أعلن عنها من قبل وكالة صينية بما يقارب سبعين مليار جنيه، و أن خسائر الاقتصاد المصري باتت تتفاقم يومياً جراء شلل القطاعات المالية والصناعية والخدماتية نتيجة استمرار الاضطرابات الجارية.
ليبيا
• جاء في تقرير صندوق النقد الدولي ان ليبيا كانت تصدر 1,65 مليون برميل نفط يومياً قبل الثورة، أما الان فهي تصدر 600 ألف برميل يوميا فقط، وان ذلك سيؤدي انخفاض الايرادات النفطية بنسبة 63.6%، علما ان ليبيا تعتمد على الايرادات النفطية في موازناتها بنسبة 94.3%.
• فقد الدينار الليبي 20% من قيمته مقابل الدولار لعدم قدرة البنك المركزي الليبي الحصول على العملات الاجنبية بسبب توقف تصدير النفط.
• الناتج المحلي الاجمالي الليبي انكمش بنسبة كبيرة بلغت 60% في عام 2011 .
تونس
• اصبحت نسبة النمو 0% عام 2011 بعدما سجل 3,1% عام 2010.
• أظهرت بيانات المعهد التونسي للاحصاء ارتفاع مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك CPI في تونس إلى مستوى 5.7% منذ بداية العام 2012 وهو ما يعد أعلى مستوى لارتفاع الأسعار منذ 6 سنوات، اذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية وحدها بنسبة 9% والطاقة بـ 8.1% والنقل بنسبة 4.7% فيما سجلت منتجات الملابس 3% وهي أقل نسبة ارتفاع.
• ارتفع مؤشر كلفة أشغال صيانة و ترميم المنازل من نسبة 6.6% (إلى 14.9%) كما ارتفعت أسعار الإيجار في تونس بنسبة 4.6%.
• سعر الإسمنت قفز من 5.8 دنانير العام الماضي إلى حوالي 12 دينارا للكيس الواحد حاليا – 4.3 دولارات إلى 8.8 دولارات
• منذ اندلاع الثورة تراجعت السياحة التي تعّد أكبر مزوّد للنقد الاجنبي في تونس بنسبة بلغت 50%.
• تقلصت الاستثمارات الأجنبية حوالى 20%، وأغلقت العديد من المصانع أبوابها، مما ساهم في زيادة عجز الموازنة، وتخفيض التصنيف السيادي وارتفاع كلفة الحصول على القروض.
• أن عجز ميزان المدفوعات بلغ نحو 7%، بعد أن كان 2.5% قبل اندلاع الثورة.
• تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد التونسي بنسبة 2% خلال النصف الأول من عام 2011 مقارنة بنظيره في عام 2010، وذلك حسب «تقديرات أولية» للمعهد الوطني للإحصاء التونسي.
الانعكاسات الاقتصادية المرتبطة على المنطقة العربية
• خسرت البورصات العربية 49 مليار دولار حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
• شهدت المنطقة منذ بداية الثورات العربية حالة من عدم اليقين الشديد والضغوط الاقتصادية الكبيرة، سواء من مصادر محلية أو خارجية، وسيؤدي تفاقم الأوضاع السياسية بتلك الدول إلى زيادة هذه الضغوط، فقد قامت البلدان العربية سواء التي شهدت ثورات أم التي لم تشهد بزيادة إنفاقها لتلبية احتياجات الشعوب وتطلعاتها.
• انخفاض حجم الاستثمارات الأجنبية في المنطقة العربية، بنحو 83 %، إلى أقل من 5 مليارات دولار، وذلك لتعطل دورة الإنتاج في عدد من تلك البلدان، ما أثر في حجم الصادرات، وتراجع السياحة إلى أدنى مستوياتها، وارتفاع البطالة والنقص الحاد في الوارد من العملات الأجنبية.
• أن الحكومات في عام 2011 قد اضطرت إلى زيادة الإنفاق الجاري في المالية العامة على حساب الإنفاق الاستثماري لأنها صرفت مبالغ كبيرة في منح زيادات أجور وحمايات اجتماعية إضافية لمواطنيها.
• وصلت خسائر الاقتصاد العربي بسبب تحولات الثورات العربية إلى نحو 56 مليار دولار في عام 2011، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال العام الجاري 2012 ويصل إلى نحو 120 مليار دولار.
ثورات دون فلسفة ( الاقتصاد ...المسبب الغائب)
عقد المنتدي الاقتصادي العالمي اجتماعين خلال شهر تشرين الثاني 2011 الاول في الو ظبي 10-11 والثاني في 21-23 في الاردن تركزت هذه الاجتماعات على مناقشة الاوضاع الاقتصادية في الدول العربية التي حدثت فيها ثورات لوضع نماذج يمكن تطبيقها لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم العربي ولمعالجة الخلل في اقتصاداتها، تحدث خلالها ممثلون لدول مرت بهذه التجارب في أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية، ضم المنتدي أكثر من 700 شخصية من 80 دولة.
من خلال استطلاع الخبر أعلاه نجد أن النخب العربية الحاكمة اليوم عادت من جديد الى الاشكالية السابقة ذاتها التي تقضي بتبني نماذج غربية للتنمية في الوطن العربي، علماً ان كل تلك النماذج فشلت فشلاً ذريعاً في انتشال تلك الدول من التخلف الى التنمية، فظلت حبيسة تلك التجارب الغريبة عن جسم الاقتصاد فيها، لذلك كان لزاماً على هذه النخب البحث عن تجارب تنموية تحقق هدفين:
الاول: ان تكون تلك التجارب نابعة من رحم الاقتصاد المحلي، بمعنى تتوائم والمناخ السائد في هذه البلدان من ثقافات ومثل وعادات وتقاليد، تختلف بالضرورة عن مثيلاتها الغربية.
الثاني: تقنين العلاقة مع صندوق النقد الدولي التي اثبتت التجارب الدولية السابقة بأمتياز فشله في تطبيق وصفاته الجاهزة للأصلاح الاقتصادي في دول المنطقة، اذ أن الصندوق اهم مايؤكد عليه هو فتح الابواب أمام الاستثمارات الاجنبية من رؤوس اموال وتقنيات إدارية وتكنولوجيات حديثة، ويتطلب ذلك تشجيع الوصول الى كل هذه الموارد من قبل المستثمرين الاجانب، اضافة الى ربط الاصلاح المحلي بالاصلاح العالمي، ونظراً لأن الاصلاح العالمي-بحسب رؤية الصندوق – هو تلك البرامج التي يتم تطبيقها في البلدان التي تخضع لوصفة المؤسسات المالية والنقدية الدولية الراسمالية، فإن جوهر هذه الأطروحة واضحة هنا: يجب ربط الاصلاح المحلي بعجلة الاصلاح العالمي المطبق تحت حراب تلك المؤسسات المشار إليها.
فما يشيح به واقع تجربة البلدان المتحولة أو البلدان النامية الأخرى مع صندوق النقد الدولي من مثل (مصر، المغرب، المكسيك، البرازيل، الأرجنتين ...الخ)، أن الكلفة الاقتصادية والاجتماعية هي المعيار على بؤس الاعتماد على آليات السوق المنفلتة، بحيث أخذت المشكلات تتعمق وتتصاعد طردياً مع الزمن لتصبح عقبات كبيرة في طريق التطور اللاحق، اذ أن تجربة البلدان النامية مع التنمية ونظم الحكم المختلفة التي تفرض على مجتمعاتها هذه الفلسفة/ أو السياسة الاقتصادية أم تلك، أثبتت فشلها الذريع وكانت كلفتها باهظة لمجتمعاتها، ولم يعد باستطاعتها أن تدفع فاتورة فشل النظم وسياساتها التي لا تتسم بأية معقولية ممكنة، ، إذ أن الفشل بالإتيان ببرنامج اقتصادي عقلاني وواقعي ومنطقي لا يكون مبرراً لاعتماد برامج مفروضة من الخارج.
العوامل المحددة لملامح السياسات والتوجهات الاقتصادية لدول المنطقة خلال السنوات المقبلة
في ضوء قراءة أسباب هذه الثورات وما أفرزته من نتائج في الأجل القصير، وما يتوقع أن تفرزه في الأجل الطويل يمكن التأكيد على أن عوامل عدة ستحدد ملامح السياسات والتوجهات الاقتصادية لدول المنطقة خلا السنوات المقبلة، وأهمها ما يلي:
• تراجع تبني الحكومات لسياسات الاقتصاد الحر وآليات السوق بشكلها المطلق، والتركيز على البعد الاجتماعي في السياسات الاقتصادية، وهو ما يعني تباطؤ برامج التخصيص أو تجميدها أو حتى الردة عليها، وتوسيع فرص التوظيف في القطاعات الحكومية بعد أن تم وقف التوظيف فيها مدة طويلة، أي أن نموذج (السوق فقط) سيتراجع لمصلحة نموذج (الدولة والسوق معاً).
• اتساع برامج المظلة الاجتماعية التي تركز على محاربة الفقر والبطالة والأمية، وتوسيع برامج الدعم للشرائح الفقيرة، والبحث عن آليات جديدة لتوصيل الدعم لمستحقيه، والعمل على تحقيق العدالة في توزيع عوائد التنمية.
• حدوث تغير في طبيعة العلاقة بين الحكومات والقطاع الخاص، وذلك من خلال ممارسة ضغوط على القطاع الخاص ليراعي الجوانب الاجتماعية في قراراته، وذلك لتوفير مزيد من فرص العمل للشباب، والحد من ارتفاع الأسعار من خلال تقليل هوامش الربح، والعودة لتوسيع الدور الرقابي للدولة على نشاطات القطاع الخاص، وربط السياسات المحفزة للقطاع الخاص بمدى مساهمته في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للحكومات، واللجوء إلى العقوبات ضد سياسات القطاع الخاص التي تثير حفيظة المواطن، ناهيك عن اتخاذ نوعية من القرارات الاقتصادية الشعبية (التي تحظى برضا المواطنين من المستهلكين وطالبي العمل مثلاً) بغض النظر عن تأثيرها في القطاع الخاص أو في مناخ الاستثمار.
• تغير العوامل التي تحكم الأبعاد الاقتصادية للسياسات الخارجية لدول المنطقة، حيث ستكون الأولوية للشركاء الاقتصاديين الذين يساعدون هذه الدول على تحقيق الأمن الغذائي، ويدعمون برامج التنمية الاجتماعية ومحاربة الفقر في دول المنطقة، وبذلك سيحدث تراجع للعامل السياسي في هذا المجال، وستحدث تغييرات عميقة في توزيع التكتلات الاقتصادية، وتوزيع التحالفات والاتفاقيات الاقتصادية لدول المنطقة في الأجل الطويل، وهذا التوجه إما أن يعيد الزخم للتكامل الاقتصادي العربي ولمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وللتجمعات الاقتصادية في الخليج والمغرب العربي بقوة، أو قد يدخل هذه التكتلات في عمليات فك وإعادة تركيب جديدة من أجل تحقيق المصالح السابق الإشارة إليها، أو قد يطلق رصاصة الرحمة على التكامل الاقتصادي العربي ويدفع بعض دول المنطقة للانضمام إلى تكتلات اقتصادية خارج المنطقة، وذلك وفق ما تقتضيه المصالح الاقتصادية في الظروف الجديدة.
• قد يحدث تعارض وفجوة كبيرة بين دول المنطقة والمنظمات الاقتصادية الدولية المتخصصة، مثل الصندوق والبنك الدوليين، ومنظمة التجارة العالمية، وذلك بعد أن تراجعت ثقة شعوب المنطقة وحكوماتها بشكل كبير بنجاعة سياسات هذه المنظمات لتحسين الأوضاع الاقتصادية لشعوب المنطقة، وأن هذا الامر قد يدفع بالمؤسسات المذكورة الى تغيير توجهاتها وسياساتها الاقتصادية تجاه دول المنطقة، وذلك في ظل تركيزها على مراعاة الجوانب الاجتماعية في مسيرة التنمية، خاصة ما يتعلق بعدالة توزيع عوائد التنمية، وجودة النمو، ومحاربة البطالة والفقر، والتركيز على الاستثمار في التعليم، وذلك في ظل فشل سياسات التركيز على مؤشرات الأداء الاقتصادي الكلي والاستعاضة عنها بالتركيز على ما يعرف بمعايير جودة الحياة Quality of life
الاستنتاجات
• حتى هذه اللحظة فإن الثورات العربية، على الرغم من أنها قضت على أنظمة ديكتاتورية ذات سمعة سيئة، وفتحت المجال على مصراعيه أمام الخيارات الحرة للشعوب حول طبيعة وكنه من سيحكمونها، إلا أن تطورات الأوضاع على الأرض لا تبشر بالخير، وأن الثورات العربية قد( تمر بخريف اقتصادي طويل الاجل ) قبل أن تستقر الأوضاع وتتحسن قدرة تلك الدول على النمو والانطلاق نحو مستقبل جديد.
• كي يتم تحويل الثورات العربية إلى فرصة حقيقية للنمو الاقتصادي لابد بدايةً من استعادة الاستقرار السياسي أولاً ثم الاستقرار الاقتصادي بالمنطقة العربية.
• فيما يتعلق بجزئية المساعدات التي يوفرها صندوق النقد الدولي لدول الثورات العربية، نعتقد بشكل عام أن الأزمات المالية العديدة التي مرت بها العديد من دول العالم لفتت الانتباه إلى أهمية قيام الصندوق بمراجعة سياساته وبرامجه للإصلاح الاقتصادي والمبنية على توافق واشنطن بشكل عام، اذ لم تعد هذه الإصلاحات كفيلة باستعادة الاستقرار الاقتصادي والمالي، اذ برز من جديد ومن خلال هذه الأزمة دور مهم وقوي للحكومات لضمان سلامة البنيان الاقتصادي والمالي، فالعالم ينتظر من صندوق النقد الدولي في المرحلة الراهنة القيام بمراجعة شاملة لسياسات الإصلاح الاقتصادي على ضوء التطورات الدولية الراهنة وبما يسمح بالأخذ في الاعتبار لخصوصيات العديد من الدول وبالتالي فليس هناك دائماً وصفة جاهزة ناجعة للإصلاح، وإنما هناك في كل مرة فهم أعمق وأدق لطبيعة الظروف الاقتصادية وحدود المسموح والممكن من.
• أن من أهم الحقائق اليوم تتمثل في أنه لن يكون هناك حسم في مسائل الاقتصاد قبل أن تحسم مسائل السياسة، ويتقرر من سيحكم تلك الدول وما هي الأيديولوجية التي يحملها وما هو المنظور الاقتصادي الذي يتبناه، بصورة مبدئية تشير أغلب التقديرات إلى أن القوى المرشحة للعب دور أكبر في الحياة السياسية القادمة لدول الثورات العربية هم الإسلاميون أولا يليهم بعض القوى الليبرالية واليسارية غير المتجانسة، وإذا جئنا إلى الإسلاميين وفكرهم الاقتصادي، نجد أنه عبارة عن توجهات عامة غير تفصيلية مع تفضيل واضح لنظام الاقتصاد الحر وخبرة محدودة في إدارة الدولة ورغبة في تبني سياسات تجلب الشعبية على المدى القصير، إما التيارات الأخرى فليست أحسن حالا؛ فهي أيضا أبعد ما تكون عن امتلاك مواقف محددة وبارزة تجاه قضايا الاقتصاد والتنمية، وربما يقود مثل هذا الوصف إلى استنتاج مفاده أن إرضاء الشارع والمواطن العادي وتخفيف العبء عنه سيكون البوصلة الأساسية التي توجه قرارات وسياسات أولئك الحاكمين الجدد في مجال الاقتصاد؛ وبتعبير آخر أن كسب الشعبية سيكون أصلا في التحرك الاقتصادي.
• ان النخب الجديدة ستسعى الى تأسيس قاعدة اقتصادية ومادية لحكمهم في ظل التنافس السياسي المحموم والمتوقع بين الإسلاميين والعلمانيين ومحاولة كل طرف تثبيت ركائزه في السلطة، فسنجد محاولات لحيازة مواقع قوة اقتصادية لكي يستعان بها في التنافس السياسي، ومثل هذه المحاولات ستزيد من حدة الصراع الاجتماعي، كما ستطيح بمراكز قوة اقتصادية أخرى يحوز عليها المنافسون أو المحايدون، الذين لا يسايرون التوجهات التي ستكون لها اليد العليا في إدارة الدولة، كل هذه السيناريوهات، في حال حدوثها ، قد تضعف مصداقية الدولة، وتنفي عنها صفة الحياد الاجتماعي.
• سيكون من قبيل المغالطة أن نتوقع سخاء من الدول الغربية أو المنظمات الاقتصادية الدولية تجاه دول الثورات العربية لو تولى الحكم فيها مجموعات إسلامية أو قوى راديكالية.
• رغم أن الغرب يخشى ولا يتمنى انهيارا اقتصاديا يعقبه انتشار للفوضى وتصاعد للتطرف مع موجات نزوح وهجرة واسعة لأوروبا من هذه الدول، إلا أن الغرب سيراقب المشهد عن كثب وهو يتوقع أن يؤدي الفشل الاقتصادي وما يتبعه من سخط شعبي إلى محاصرة التيارات الراديكالية في عقر دارها والتضييق عليها تمهيدا لإلغاء خياراتها المتطرفة ودفعها إلى مواقع الاعتدال والواقعية، ولسان حال هؤلاء يقول: ها أنتم تسلمتم السلطة وملكتم الحكم والدولة فأرونا ما أنتم فاعلين؟
• بالتأكيد، إن إسقاط نظام حكم غير صالح عملية أسهل بكثير من بناء نظام صالح وإدارة كفء، وهذا هو التحدي الذي تواجهه القوى والتيارات التي سوف يقدر لها أن تمسك زمام الأمور في دول الثورات العربية، فحساب الحقل ليس كحساب البيدر، والربيع الذي لا يزهر رخاء يدفع أصحابه إلى الزهد به سريعا.
أخذت التحليلات التي تناولت الثورات العربية تنحو منحىً منفرداً( متناولةً) الأبعاد السياسية لحركة الاحتجاجات الجارية في العديد من البلدان العربية، وما كان غائباً وما لم يحسب له هو البعد الاقتصادي.. وعلى خلفية الارتباط بين ما هو اقتصادي وما هو سياسي، يبرز السؤال الهام جدا: ما هي التداعيات الاقتصادية التي حققتها حركات التغيير السياسي العربية؟ وإلى أي مدى يمكن وضع وتقييم كشف حسابات الأرباح والخسائر المترتبة عليها؟ وماهي النتائج الاقتصادية لتلك الثورات في المديات القريبة والمتوسطة والبعيدة؟ وهل حملت تلك الثورات نتائج اقتصادية ايجابية؟ واذا كان أحد أهم اسباب تلك الثورات اقتصادية، فهل ستقوم النخب الجديدة بايجاد نماذج تنمية جديدة لأنتشال شعوبها من الوضع الاقتصادي المزري التي عاصرته ابان العهود الدكتاتورية؟
فمما لا لبس فيه أن أبرز مسببات الثورات كانت هي الضغوط الاقتصادية الشديدة التي يرزح تحتها السواد الأعظم من المجتمعات العربية في ظل مناخ سياسي يتسم بالفساد وخنق الحريات وتراكم الفشل في اخراج العرب الى بودقة العالم المتحضر ، وخير دليل على ذلك إن الثورات العربية اندلعت في 18 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010 تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها، ومن ثم قيام شرطية بصفعه أمام الملأ وقالت له ....إرحل، فأصبحت تلك الكلمة شعار الثورة لرحيل الرئيس بن علي و رؤساء آخرين.
ولكن ماذا كانت توقعات الجماهير التي قامت بتلك الثورات وقدمت أغلى ماتملك وهي الحياة التي وهبها الله سبحانه وتعالى؟ كانت الجماهير تتوقع تحول نحو الأفضل سواء اكانت من الناحية السياسية أو من الناحية الاقتصادية، كانت تتوقع انخفاض نسب البطالة وارتفاع معدلات الدخل الفردي، وتحسين مستوى الخدمات، وخفض الضرائب على دخول الطبقات الوسطى والفقيرة.. الخ من الخدمات التي تحاكي بها شعوب المنطقة العربية شعوب المعمورة، كل هذا نتيجة لتوقع الجماهير استثمار الكفاءة في توجيه الموارد واستغلالها لمصلحة الجمع الأعظم من الناس في مناخ يتسم بالشفافية والمساءلة، وفي ظل توزيع أكثر عدلا للدخل وفرص أكثر تكافؤا للجميع.
عوامل حتمية التغيير في الشارع العربي
إلى جانب الأسباب السياسية للثورات العربية، هناك العديد من الأسباب الاقتصادية التي ساهمت في اندلاع هذه الثورات، حيث يلاحظ وجود مشكلات اقتصادية مشتركة مابين الدول العربية التي اندلعت فيها هذه الثورات في كثير من القطاعات الاقتصادية، والتي أثرت في جودة حياة الشعوب ودرجة رفاهيتها في هذه الدول، وفي مقدمة هذه الظروف حالة الإحباط التي أصيبت بها شعوب هذه البلدان بسبب ضعف نتائج برامج الإصلاح الاقتصادي بصفة عامة، وتسببها في العديد من المشكلات في كثير من القطاعات الاقتصادية، وإخفاقها في الحد من معدلات الفقر، وتوفير فرص العمل، ويمكن رصد أهم المؤشرات الاقتصادية التي تؤكد ذلك في الآتي.
• تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي وشعور المواطن في هذه الدول بأن مستويات المعيشة لا تتحسن بل تتراجع، ولا تتواكب مع ما تعلنه الحكومات من أرقام في هذا المجال، إضافة إلى عدم عدالة توزيع عوائد التنمية في هذه الدول بين الفئات المختلفة.
• ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وضعف نتائج برامج التشغيل في معظم هذه الدول، وهو ما جعل عدد كبير من الشباب في هذه الدول ييأس من سوق العمل، وتشير الأرقام إلى أن متوسط معدل البطالة في الدول العربية وصل إلى نحو 8% (يتراوح هذا المعدل بين 50 في المائة في جيبوتي ونحو 0.4 في المائة في الكويت)، وهو أعلى معدل عالمي، اذ بلغ العدد المطلق للعاطلين عن العمل في الدول العربية نحو 14 مليون عاطل.
• ارتفاع معدلات الفقر وسقوط النسبة الأكبر من السكان تحت خط الفقر في العديد من الدول العربية، اذ بلغ معدل الفقر في فلسطين والصومال وموريتانيا والأردن واليمن والسودان نحو 40%، وتجاوز 21%في مصر، و 10% في سورية والعراق وتونس والجزائر.
• تراجع جودة الخدمات العامة المقدمة للمواطنين في كثير من الدول العربية، مثل التعليم والصحة والمواصلات، وهو الأمر الذي كان له انعكاساته على جودة الحياة، وعلى طريقة فهم المواطنين للقضايا الوطنية، ويكفي هنا الإشارة إلى تفاقم معدلات الأمية في الدول العربية، التي تجاوزت 59% في العراق، ونحو 33.6% في مصر، ونحو 15.5% في سورية، ونحو 13.2% في ليبيا، ونحو 19.4% في تونس، ونحو 41.1% في اليمن.
• ارتفاع معدلات التضخم ومعاناة الشعوب من ارتفاع الأسعار ونقص وسوء التغذية، وذلك في ظل الارتفاع غير المسبوق لأسعار السلع الغذائية، وكذلك في ظل فشل سياسات الدعم الحكومي في مساعدة الفئات الأكثر فقراً، حيث تشير دراسات البنك الدولي إلى أن 34% فقط من مبالغ الدعم الهائلة المقدمة في الدول التي شهدت الاضطرابات تذهب للفئات الفقيرة وأن 66% من هذه المبالغ تذهب للفئات التي لا تستحق الدعم.
أبعاد المشكلات الاقتصادية لدول الثورات
ان المشكلات الاقتصادية لدول الثورات العربية ثلاثية الأبعاد:
• الأول: تواجه هذه الدول تراجعا واضحا في معدلات النمو ومن ثم في إيراداتها العامة، في الوقت الذي تميل فيه تكاليف المعيشة نحو الارتفاع لأسباب كثيرة، منها قيود العرض المصاحبة لظروف الثورة، وحرص الحكومات الجديدة على رفع الحد الأدنى للأجور دون أن يصاحب ذلك نمو مماثل في الناتج المحلي.
• الثاني: هو العجز الكبير في المالية العامة لدول الثورات العربية بسبب تزايد الإنفاق العام الناجم عن حرص الحكومات على استيفاء الاحتياجات الأساسية للسكان وتحسين مستوياتها، في الوقت الذي تميل فيه الإيرادات العامة نحو الانخفاض بسبب تراجع معدلات النمو وانخفاض قدرة الممولين على دفع الضرائب، ويتسبب العجز المالي الحالي في ارتفاع الدين العام المحلي إلى مستويات غير مستدامة، وإلى حد ما الدين الخارجي.
• الثالث: وهو التراجع الكبير في موارد النقد الأجنبي لهذه الدول، واستنزاف احتياطياتها منه نتيجة لخروج رأس المال وتراجع موارد النقد الأجنبي التقليدية، وبصفة خاصة عوائد السياحة، فضلا عن توقف تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة نظرا للظروف السياسية غير الموائمة، فعلى سبيل المثال تتعرض موارد مصر الرئيسة من النقد الأجنبي حاليا لضربات حادة، خصوصا صادراتها السلعية وإيراداتها من السياحة، نظرا للتراجع الكبير في أعداد السائحين بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي تتعرض له البلاد حاليا.
الانعكاسات الاقتصادية للثورات العربية
قبل البحث في هذا الموضوع، فقد حاولت وبكل قوة أن أبحث بين ثنايا البيانات والاحصاءات عن رقم أو معلومة واحدة ترشدني الى اكتشاف أثر اقتصادي ايجابي واحد افرزته الثورات العربية ولكن دون جدوى، فقد دلت كل المؤشرات الاقتصادية المتوفرة من المنظمات الاقتصادية الدولية أو المصادر الحكومية الى تدهور حاد في كل القطاعات الاقتصادية لتلك الدول، وفي ادناه فيض من غيض المؤشرات السلبية التي احاطت باقتصادات مصر وتونس وليبيا ومن ثم اثرها على الدول العربية بصورة عامة:
مصر
• منذ بدء الثورة حتى الآن تراجع الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي بنحو 19 مليار دولارا نتيجة لخروج رؤوس أموال أجنبية بمقدار 8.8 مليار دولار، ودفع 4.9 مليار دولار لخدمة الديون الخارجية المصرية (فوائد وأقساط سداد)، وتحويل 2.6 مليار من قطاع البترول ودفع 2.6 مليار لاستيراد السلع التموينية.
• قدر العجز المبدئي للميزانية العامة المصرية في عام 2012 بـ 134 مليار جنيه (22 مليار دولار تقريبا)، غير أن التقديرات الجديدة تصل بهذا العجز إلى 182 مليار جنيه (30 مليار دولار) وهو عجز تنوء إمكانات الدولة عن تحمله على المدى الطويل، وللتعامل مع هذه الفجوة التمويلية الضخمة من العجز تفكر مصر حاليا في فرض ضرائب جديدة أو توسيع نطاق الضرائب القائمة بما في ذلك الضرائب على المستثمرين، وتعديل الضرائب الجمركية بما لا يخل بالتزامات مصر نحو منظمة التجارة العالمية، وهي جميعها إجراءات انكماشية لا تساعد الاقتصاد الوطني في مثل هذه الظروف وستؤثر سلبا في معدلات النمو المتوقعة، ناهيك عن ضعف حصيلتها المرتقبة في ظل الظروف الحالية وأخذا في الاعتبار درجة كفاءة الإدارة الضريبية في التحصيل.
• على الرغم من إعلان الحكومة المصرية أنها ستقوم بتمويل جانب كبير من هذا العجز من خلال الاقتراض الخارجي لما يراوح بين 10 و12 مليار دولار، إلا أن هذه السيناريو تحوم حوله العديد من الشكوك، لعل أهمها توقف تدفقات المساعدات إلى الاقتصاد المصري بعد الثورة بصورة شبه تامة، كذلك فإن هناك نوعا من التباطؤ من جانب المؤسسات الدولية والجهات المتعددة الأطراف التي وعدت بإقراض مصر في إبرام هذه القروض، من ناحية ثالثة فإن انخفاض التصنيف الائتماني لمصر من قبل مؤسسات التصنيف الائتماني العالمية مرات عدة بعد الثورة إلى مستويات متدنية نتيجة لتردي الأوضاع السياسية التي تتفاقم يوما بعد الآخر تحت دوي هدير الجماهير في الميادين الرئيسة في مصر، التي على ما يبدو أنها غير مبالية بمآل الاقتصاد المصري وأوضاعه المتردية حاليا، سيؤدي هذا إلى ارتفاع درجة المخاطرة على معدلات الفائدة التي ستصدر بها السندات المصرية، ويجعل من خدمة هذه الديون الجديدة مسألة ذات تكلفة عالية للاقتصاد المصري، لذلك من المتوقع أن يتم تمويل الجانب الأكبر من هذه المستويات المرتفعة للعجز من خلال السندات المحلية، وهو ما سيؤدي إلى رفع الدين المحلى إلى مستويات كبيرة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، ويجعل معدل خدمة هذا الدين إلى الناتج أعلى من معدل النمو الحقيقي في الناتج المحلي، الأمر الذي يجعل الدين العام غير مستدام.
• كشف أحدث تقرير للبنك المركزي المصري عن أن ديون مصر الخارجية ارتفعت الى 34.9 مليار دولار بنهاية يونيو 2010. وأشار التقرير، إلى ارتفاع رصيد الدين الخارجي المُستحق على مصر بـ 1.2 مليار دولار بزيادة نسبتها 3.6%، مقارنة بنهاية يونيو من العام 2010 عندما كان الدين الخارجي يقدَّر بـ 33.7 مليار دولار.
• لن يتخطى نمو اجمالي الناتج القومي 1,2% عام 2011 بالمقارنة مع 5,1% عام 2010.
• فقد الجنيه المصري نحو 3,8% من قيمته منذ اندلاع الثورة وحتى الوقت الحاضر.
• رفضت الحكومة المصرية قروضاً من صندوق النقد الدولي من قبل، بعد أن وصلت الى اتفاق شبه نهائى بهذا الغرض، لكنها رأت أنه بإمكانها الاعتماد على موارد أخرى دون الحاجة لقرض الصندوق، مثل الاقتراض المحلى، ولكن مع زيادة تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتراجع حجم الاحتياطى من النقد الأجنبى، وزيادة عجز الموازنة، دفع الحكومة إلى اللجوء مرة أخرى للصندوق اضافة الى الاقتراض الداخلي، وقد سبق لمصر أن اتخذت نفس الموقف فى برنامجها الثانى مع الصندوق، حيث رفضت اللجوء لقرض كان مخصصاً لها عام2008، وأكملت برنامجها الإصلاحى دون قروض.
• بلغت قيمة الاستثمارات الكلية المنفذة في عام 2010/2011 نحو 229 مليار جنية بانخفاض نحو 3% عن العام السابق.
• بلغ معدل الاستثمار 16,7 %من الناتج المحلى الإجمالي مقابل 22,3% في عام 2007/2008 وبلغ نحو 19,5% في يونيو 2010.
• خسائر قطاع الانترنت خلال الأيام الخمسة التي تم فيها قطع خدمات الإنترنت في مصر بلغت نحو 90 مليون دولار.
• يمكن حصر الكلفة الإجمالية للخسائر كما أعلن عنها من قبل وكالة صينية بما يقارب سبعين مليار جنيه، و أن خسائر الاقتصاد المصري باتت تتفاقم يومياً جراء شلل القطاعات المالية والصناعية والخدماتية نتيجة استمرار الاضطرابات الجارية.
ليبيا
• جاء في تقرير صندوق النقد الدولي ان ليبيا كانت تصدر 1,65 مليون برميل نفط يومياً قبل الثورة، أما الان فهي تصدر 600 ألف برميل يوميا فقط، وان ذلك سيؤدي انخفاض الايرادات النفطية بنسبة 63.6%، علما ان ليبيا تعتمد على الايرادات النفطية في موازناتها بنسبة 94.3%.
• فقد الدينار الليبي 20% من قيمته مقابل الدولار لعدم قدرة البنك المركزي الليبي الحصول على العملات الاجنبية بسبب توقف تصدير النفط.
• الناتج المحلي الاجمالي الليبي انكمش بنسبة كبيرة بلغت 60% في عام 2011 .
تونس
• اصبحت نسبة النمو 0% عام 2011 بعدما سجل 3,1% عام 2010.
• أظهرت بيانات المعهد التونسي للاحصاء ارتفاع مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك CPI في تونس إلى مستوى 5.7% منذ بداية العام 2012 وهو ما يعد أعلى مستوى لارتفاع الأسعار منذ 6 سنوات، اذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية وحدها بنسبة 9% والطاقة بـ 8.1% والنقل بنسبة 4.7% فيما سجلت منتجات الملابس 3% وهي أقل نسبة ارتفاع.
• ارتفع مؤشر كلفة أشغال صيانة و ترميم المنازل من نسبة 6.6% (إلى 14.9%) كما ارتفعت أسعار الإيجار في تونس بنسبة 4.6%.
• سعر الإسمنت قفز من 5.8 دنانير العام الماضي إلى حوالي 12 دينارا للكيس الواحد حاليا – 4.3 دولارات إلى 8.8 دولارات
• منذ اندلاع الثورة تراجعت السياحة التي تعّد أكبر مزوّد للنقد الاجنبي في تونس بنسبة بلغت 50%.
• تقلصت الاستثمارات الأجنبية حوالى 20%، وأغلقت العديد من المصانع أبوابها، مما ساهم في زيادة عجز الموازنة، وتخفيض التصنيف السيادي وارتفاع كلفة الحصول على القروض.
• أن عجز ميزان المدفوعات بلغ نحو 7%، بعد أن كان 2.5% قبل اندلاع الثورة.
• تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد التونسي بنسبة 2% خلال النصف الأول من عام 2011 مقارنة بنظيره في عام 2010، وذلك حسب «تقديرات أولية» للمعهد الوطني للإحصاء التونسي.
الانعكاسات الاقتصادية المرتبطة على المنطقة العربية
• خسرت البورصات العربية 49 مليار دولار حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
• شهدت المنطقة منذ بداية الثورات العربية حالة من عدم اليقين الشديد والضغوط الاقتصادية الكبيرة، سواء من مصادر محلية أو خارجية، وسيؤدي تفاقم الأوضاع السياسية بتلك الدول إلى زيادة هذه الضغوط، فقد قامت البلدان العربية سواء التي شهدت ثورات أم التي لم تشهد بزيادة إنفاقها لتلبية احتياجات الشعوب وتطلعاتها.
• انخفاض حجم الاستثمارات الأجنبية في المنطقة العربية، بنحو 83 %، إلى أقل من 5 مليارات دولار، وذلك لتعطل دورة الإنتاج في عدد من تلك البلدان، ما أثر في حجم الصادرات، وتراجع السياحة إلى أدنى مستوياتها، وارتفاع البطالة والنقص الحاد في الوارد من العملات الأجنبية.
• أن الحكومات في عام 2011 قد اضطرت إلى زيادة الإنفاق الجاري في المالية العامة على حساب الإنفاق الاستثماري لأنها صرفت مبالغ كبيرة في منح زيادات أجور وحمايات اجتماعية إضافية لمواطنيها.
• وصلت خسائر الاقتصاد العربي بسبب تحولات الثورات العربية إلى نحو 56 مليار دولار في عام 2011، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال العام الجاري 2012 ويصل إلى نحو 120 مليار دولار.
ثورات دون فلسفة ( الاقتصاد ...المسبب الغائب)
عقد المنتدي الاقتصادي العالمي اجتماعين خلال شهر تشرين الثاني 2011 الاول في الو ظبي 10-11 والثاني في 21-23 في الاردن تركزت هذه الاجتماعات على مناقشة الاوضاع الاقتصادية في الدول العربية التي حدثت فيها ثورات لوضع نماذج يمكن تطبيقها لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم العربي ولمعالجة الخلل في اقتصاداتها، تحدث خلالها ممثلون لدول مرت بهذه التجارب في أوروبا الشرقية وأمريكا الجنوبية، ضم المنتدي أكثر من 700 شخصية من 80 دولة.
من خلال استطلاع الخبر أعلاه نجد أن النخب العربية الحاكمة اليوم عادت من جديد الى الاشكالية السابقة ذاتها التي تقضي بتبني نماذج غربية للتنمية في الوطن العربي، علماً ان كل تلك النماذج فشلت فشلاً ذريعاً في انتشال تلك الدول من التخلف الى التنمية، فظلت حبيسة تلك التجارب الغريبة عن جسم الاقتصاد فيها، لذلك كان لزاماً على هذه النخب البحث عن تجارب تنموية تحقق هدفين:
الاول: ان تكون تلك التجارب نابعة من رحم الاقتصاد المحلي، بمعنى تتوائم والمناخ السائد في هذه البلدان من ثقافات ومثل وعادات وتقاليد، تختلف بالضرورة عن مثيلاتها الغربية.
الثاني: تقنين العلاقة مع صندوق النقد الدولي التي اثبتت التجارب الدولية السابقة بأمتياز فشله في تطبيق وصفاته الجاهزة للأصلاح الاقتصادي في دول المنطقة، اذ أن الصندوق اهم مايؤكد عليه هو فتح الابواب أمام الاستثمارات الاجنبية من رؤوس اموال وتقنيات إدارية وتكنولوجيات حديثة، ويتطلب ذلك تشجيع الوصول الى كل هذه الموارد من قبل المستثمرين الاجانب، اضافة الى ربط الاصلاح المحلي بالاصلاح العالمي، ونظراً لأن الاصلاح العالمي-بحسب رؤية الصندوق – هو تلك البرامج التي يتم تطبيقها في البلدان التي تخضع لوصفة المؤسسات المالية والنقدية الدولية الراسمالية، فإن جوهر هذه الأطروحة واضحة هنا: يجب ربط الاصلاح المحلي بعجلة الاصلاح العالمي المطبق تحت حراب تلك المؤسسات المشار إليها.
فما يشيح به واقع تجربة البلدان المتحولة أو البلدان النامية الأخرى مع صندوق النقد الدولي من مثل (مصر، المغرب، المكسيك، البرازيل، الأرجنتين ...الخ)، أن الكلفة الاقتصادية والاجتماعية هي المعيار على بؤس الاعتماد على آليات السوق المنفلتة، بحيث أخذت المشكلات تتعمق وتتصاعد طردياً مع الزمن لتصبح عقبات كبيرة في طريق التطور اللاحق، اذ أن تجربة البلدان النامية مع التنمية ونظم الحكم المختلفة التي تفرض على مجتمعاتها هذه الفلسفة/ أو السياسة الاقتصادية أم تلك، أثبتت فشلها الذريع وكانت كلفتها باهظة لمجتمعاتها، ولم يعد باستطاعتها أن تدفع فاتورة فشل النظم وسياساتها التي لا تتسم بأية معقولية ممكنة، ، إذ أن الفشل بالإتيان ببرنامج اقتصادي عقلاني وواقعي ومنطقي لا يكون مبرراً لاعتماد برامج مفروضة من الخارج.
العوامل المحددة لملامح السياسات والتوجهات الاقتصادية لدول المنطقة خلال السنوات المقبلة
في ضوء قراءة أسباب هذه الثورات وما أفرزته من نتائج في الأجل القصير، وما يتوقع أن تفرزه في الأجل الطويل يمكن التأكيد على أن عوامل عدة ستحدد ملامح السياسات والتوجهات الاقتصادية لدول المنطقة خلا السنوات المقبلة، وأهمها ما يلي:
• تراجع تبني الحكومات لسياسات الاقتصاد الحر وآليات السوق بشكلها المطلق، والتركيز على البعد الاجتماعي في السياسات الاقتصادية، وهو ما يعني تباطؤ برامج التخصيص أو تجميدها أو حتى الردة عليها، وتوسيع فرص التوظيف في القطاعات الحكومية بعد أن تم وقف التوظيف فيها مدة طويلة، أي أن نموذج (السوق فقط) سيتراجع لمصلحة نموذج (الدولة والسوق معاً).
• اتساع برامج المظلة الاجتماعية التي تركز على محاربة الفقر والبطالة والأمية، وتوسيع برامج الدعم للشرائح الفقيرة، والبحث عن آليات جديدة لتوصيل الدعم لمستحقيه، والعمل على تحقيق العدالة في توزيع عوائد التنمية.
• حدوث تغير في طبيعة العلاقة بين الحكومات والقطاع الخاص، وذلك من خلال ممارسة ضغوط على القطاع الخاص ليراعي الجوانب الاجتماعية في قراراته، وذلك لتوفير مزيد من فرص العمل للشباب، والحد من ارتفاع الأسعار من خلال تقليل هوامش الربح، والعودة لتوسيع الدور الرقابي للدولة على نشاطات القطاع الخاص، وربط السياسات المحفزة للقطاع الخاص بمدى مساهمته في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للحكومات، واللجوء إلى العقوبات ضد سياسات القطاع الخاص التي تثير حفيظة المواطن، ناهيك عن اتخاذ نوعية من القرارات الاقتصادية الشعبية (التي تحظى برضا المواطنين من المستهلكين وطالبي العمل مثلاً) بغض النظر عن تأثيرها في القطاع الخاص أو في مناخ الاستثمار.
• تغير العوامل التي تحكم الأبعاد الاقتصادية للسياسات الخارجية لدول المنطقة، حيث ستكون الأولوية للشركاء الاقتصاديين الذين يساعدون هذه الدول على تحقيق الأمن الغذائي، ويدعمون برامج التنمية الاجتماعية ومحاربة الفقر في دول المنطقة، وبذلك سيحدث تراجع للعامل السياسي في هذا المجال، وستحدث تغييرات عميقة في توزيع التكتلات الاقتصادية، وتوزيع التحالفات والاتفاقيات الاقتصادية لدول المنطقة في الأجل الطويل، وهذا التوجه إما أن يعيد الزخم للتكامل الاقتصادي العربي ولمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وللتجمعات الاقتصادية في الخليج والمغرب العربي بقوة، أو قد يدخل هذه التكتلات في عمليات فك وإعادة تركيب جديدة من أجل تحقيق المصالح السابق الإشارة إليها، أو قد يطلق رصاصة الرحمة على التكامل الاقتصادي العربي ويدفع بعض دول المنطقة للانضمام إلى تكتلات اقتصادية خارج المنطقة، وذلك وفق ما تقتضيه المصالح الاقتصادية في الظروف الجديدة.
• قد يحدث تعارض وفجوة كبيرة بين دول المنطقة والمنظمات الاقتصادية الدولية المتخصصة، مثل الصندوق والبنك الدوليين، ومنظمة التجارة العالمية، وذلك بعد أن تراجعت ثقة شعوب المنطقة وحكوماتها بشكل كبير بنجاعة سياسات هذه المنظمات لتحسين الأوضاع الاقتصادية لشعوب المنطقة، وأن هذا الامر قد يدفع بالمؤسسات المذكورة الى تغيير توجهاتها وسياساتها الاقتصادية تجاه دول المنطقة، وذلك في ظل تركيزها على مراعاة الجوانب الاجتماعية في مسيرة التنمية، خاصة ما يتعلق بعدالة توزيع عوائد التنمية، وجودة النمو، ومحاربة البطالة والفقر، والتركيز على الاستثمار في التعليم، وذلك في ظل فشل سياسات التركيز على مؤشرات الأداء الاقتصادي الكلي والاستعاضة عنها بالتركيز على ما يعرف بمعايير جودة الحياة Quality of life
الاستنتاجات
• حتى هذه اللحظة فإن الثورات العربية، على الرغم من أنها قضت على أنظمة ديكتاتورية ذات سمعة سيئة، وفتحت المجال على مصراعيه أمام الخيارات الحرة للشعوب حول طبيعة وكنه من سيحكمونها، إلا أن تطورات الأوضاع على الأرض لا تبشر بالخير، وأن الثورات العربية قد( تمر بخريف اقتصادي طويل الاجل ) قبل أن تستقر الأوضاع وتتحسن قدرة تلك الدول على النمو والانطلاق نحو مستقبل جديد.
• كي يتم تحويل الثورات العربية إلى فرصة حقيقية للنمو الاقتصادي لابد بدايةً من استعادة الاستقرار السياسي أولاً ثم الاستقرار الاقتصادي بالمنطقة العربية.
• فيما يتعلق بجزئية المساعدات التي يوفرها صندوق النقد الدولي لدول الثورات العربية، نعتقد بشكل عام أن الأزمات المالية العديدة التي مرت بها العديد من دول العالم لفتت الانتباه إلى أهمية قيام الصندوق بمراجعة سياساته وبرامجه للإصلاح الاقتصادي والمبنية على توافق واشنطن بشكل عام، اذ لم تعد هذه الإصلاحات كفيلة باستعادة الاستقرار الاقتصادي والمالي، اذ برز من جديد ومن خلال هذه الأزمة دور مهم وقوي للحكومات لضمان سلامة البنيان الاقتصادي والمالي، فالعالم ينتظر من صندوق النقد الدولي في المرحلة الراهنة القيام بمراجعة شاملة لسياسات الإصلاح الاقتصادي على ضوء التطورات الدولية الراهنة وبما يسمح بالأخذ في الاعتبار لخصوصيات العديد من الدول وبالتالي فليس هناك دائماً وصفة جاهزة ناجعة للإصلاح، وإنما هناك في كل مرة فهم أعمق وأدق لطبيعة الظروف الاقتصادية وحدود المسموح والممكن من.
• أن من أهم الحقائق اليوم تتمثل في أنه لن يكون هناك حسم في مسائل الاقتصاد قبل أن تحسم مسائل السياسة، ويتقرر من سيحكم تلك الدول وما هي الأيديولوجية التي يحملها وما هو المنظور الاقتصادي الذي يتبناه، بصورة مبدئية تشير أغلب التقديرات إلى أن القوى المرشحة للعب دور أكبر في الحياة السياسية القادمة لدول الثورات العربية هم الإسلاميون أولا يليهم بعض القوى الليبرالية واليسارية غير المتجانسة، وإذا جئنا إلى الإسلاميين وفكرهم الاقتصادي، نجد أنه عبارة عن توجهات عامة غير تفصيلية مع تفضيل واضح لنظام الاقتصاد الحر وخبرة محدودة في إدارة الدولة ورغبة في تبني سياسات تجلب الشعبية على المدى القصير، إما التيارات الأخرى فليست أحسن حالا؛ فهي أيضا أبعد ما تكون عن امتلاك مواقف محددة وبارزة تجاه قضايا الاقتصاد والتنمية، وربما يقود مثل هذا الوصف إلى استنتاج مفاده أن إرضاء الشارع والمواطن العادي وتخفيف العبء عنه سيكون البوصلة الأساسية التي توجه قرارات وسياسات أولئك الحاكمين الجدد في مجال الاقتصاد؛ وبتعبير آخر أن كسب الشعبية سيكون أصلا في التحرك الاقتصادي.
• ان النخب الجديدة ستسعى الى تأسيس قاعدة اقتصادية ومادية لحكمهم في ظل التنافس السياسي المحموم والمتوقع بين الإسلاميين والعلمانيين ومحاولة كل طرف تثبيت ركائزه في السلطة، فسنجد محاولات لحيازة مواقع قوة اقتصادية لكي يستعان بها في التنافس السياسي، ومثل هذه المحاولات ستزيد من حدة الصراع الاجتماعي، كما ستطيح بمراكز قوة اقتصادية أخرى يحوز عليها المنافسون أو المحايدون، الذين لا يسايرون التوجهات التي ستكون لها اليد العليا في إدارة الدولة، كل هذه السيناريوهات، في حال حدوثها ، قد تضعف مصداقية الدولة، وتنفي عنها صفة الحياد الاجتماعي.
• سيكون من قبيل المغالطة أن نتوقع سخاء من الدول الغربية أو المنظمات الاقتصادية الدولية تجاه دول الثورات العربية لو تولى الحكم فيها مجموعات إسلامية أو قوى راديكالية.
• رغم أن الغرب يخشى ولا يتمنى انهيارا اقتصاديا يعقبه انتشار للفوضى وتصاعد للتطرف مع موجات نزوح وهجرة واسعة لأوروبا من هذه الدول، إلا أن الغرب سيراقب المشهد عن كثب وهو يتوقع أن يؤدي الفشل الاقتصادي وما يتبعه من سخط شعبي إلى محاصرة التيارات الراديكالية في عقر دارها والتضييق عليها تمهيدا لإلغاء خياراتها المتطرفة ودفعها إلى مواقع الاعتدال والواقعية، ولسان حال هؤلاء يقول: ها أنتم تسلمتم السلطة وملكتم الحكم والدولة فأرونا ما أنتم فاعلين؟
• بالتأكيد، إن إسقاط نظام حكم غير صالح عملية أسهل بكثير من بناء نظام صالح وإدارة كفء، وهذا هو التحدي الذي تواجهه القوى والتيارات التي سوف يقدر لها أن تمسك زمام الأمور في دول الثورات العربية، فحساب الحقل ليس كحساب البيدر، والربيع الذي لا يزهر رخاء يدفع أصحابه إلى الزهد به سريعا.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)