أول ما اعترضنا في دراسة الإعلام الإلكتروني هو فوضى المصطلحات بين
#إعلام_جديد و #ميديا_جديدة، وتم إقناعنا وقتئذ أن المصطلح الأدق هو
الميديا الجديدة باعتبار أن التغير في عالم الإعلام اليوم يقتصر فقط على
الوسائط (Medias) والحوامل (supports) دون أدنى تغيير في المحتوى، بحيث أن
الثورة الاتصالات والمعلوماتية لم تنجب لنا إعلاما جديدا بقدر ما أفرزت لنا
مجرد وسائط حديثة تبث وتنشر نفس المحتوى الذي يتعامل معه الإعلام التقليدي
وبنفس الأهداف ، وتم عزو هذا الخلط إلى خطأ في الترجمة، ذلك لأن كلمة
Media تقابلها في اللغة العربية الوسيط أو وسيلة إعلامية وبالتالي الترجمة
الأنسب والمقابل الإصطلاحي الأدق هو : نيو ميديا أو ميديا جديدة !
الآن لي أن اقول أن هذا التصحيح كان مجرد هراء وأنه لا فرق بين ميديا جديدة ولا إعلام جديد، واعتقد أنه من الانسب استخدام مصطلح " إعلام جديد" لأنه الأقرب إلى اللغة العربية من الاستعارة والتعريب من اللغة الانجليزية، ولأنه كلما استُحدثت وسائط جديدة استحدث معها إعلام جديد إن لم نقل عالم جديد !
لماذا؟
لأن استغلال تكنولوجيا حديثة و وسائط جديدة في مجال المعرفة لا يعتبر تغيرا سطحيا في ذاته، بل دخولها حيز الاستخدام يؤثر على شكل المعرفة وأنماط استعراضها، والدليل على ذلك أن اختراع آلة الطباعة وحده أخرج نمطا جديدا من الإعلام متمثلا في الصحف والصحافة ، كما أثر على أشكال استعراض ونقل المعارف بالانتقال من نمط نصوص المجلدات القديم إلى المقالات المختصرة بكافة انواعها، ناهيك عن تأثيره على اللغة نفسها باستحداث ما يسمى باللغة الصحفية والإعلامية و ترسيخها في الواجهة، وبنفس الطريقة احدث اختراع الراديو و التلفاز ثورة إعلامية غيرت أنماط الاتصال والإعلام في اتجاهات أخرى أكثر تطورا وتأثيرا..
ومن ذات المنطلق لا يمكن بحال الاستهانة بالاثر الكبير الذي أحدثته الشبكة العنكبوتية واتجاهات الرقمنة في المجال المعرفي والإعلامي على حد سواء، فالمحتوى الرقمي على الشبكة ليس هو نفسه الذي يمكن أن نجده في قناة أو صحيفة او إذاعة ، وإن كان في بدايته ينحو منحى التطابق، لكنه في هذا العصر أخذ ينأى عن الأشكال التقليدية بما يتوافق مع جمهور بخصائص جديدة تختلف عن خصائص الجمهور السلبي القديم، صحيح ان طبيعةالوسائط لا تتتغير من مكتوب إلى مسموع إلى مرئي، ولا يمكن استحداث وسائط بطبيعة تختلف عنها مادامت منوطة بالحواس الاساسية في الاتصال الانساني، إلا ان طفرة هذه الوسائط تتجاوز خاصية التفاعل والتشارك إلى صناعة نمط إعلامي بعيد تماما عما اعتدنا عليه بعقلية جديدة واتجاهات ثورية أسست فعلا لإعلام جديد ينأى عن الإعلام التقليدي المعهود..
والدليل أن الكتابة للويب تختلف تماما عن الكتابة للصحافة الورقية، والكتابة لمواقع التواصل الاجتماعي تختلف عن الإثنين ناهيك عن الاختلافات الجوهرية بين مختلف المواد المرئية التي أفرزتها تطبيقات التواصل الاجتماعي كالقصص في السناب والانستغرام، والتدوين المرئي في اليوتيوب والتدوين الصوتي على الساوند كلاود التي لا تشبه بحال أيا من ملامح الإعلام التقليدي القديم لا في الجوهر ولا في الهدف ولا في المحتوى ولا حتى في المؤلف.. حيث تتشابك الأهداف لتتجاوز البعد الإعلامي والتأثير إلى أبعاد أخرى كالتواصل الاجتماعي والتشارك وتحقيق الذات ، فاختلاف المرسل والمتلقي والرسالة وسيرورة العملية الإعلامية بتحولها من اتجاه واحد الى اتجاهين هي كلها عوامل جديرة بإخراج إعلام جديد يعيد ترتيب الحياة البشرية بناء على متغيراته بشكل جديد وبعقلية أخرى متفردة ..
الآن لي أن اقول أن هذا التصحيح كان مجرد هراء وأنه لا فرق بين ميديا جديدة ولا إعلام جديد، واعتقد أنه من الانسب استخدام مصطلح " إعلام جديد" لأنه الأقرب إلى اللغة العربية من الاستعارة والتعريب من اللغة الانجليزية، ولأنه كلما استُحدثت وسائط جديدة استحدث معها إعلام جديد إن لم نقل عالم جديد !
لماذا؟
لأن استغلال تكنولوجيا حديثة و وسائط جديدة في مجال المعرفة لا يعتبر تغيرا سطحيا في ذاته، بل دخولها حيز الاستخدام يؤثر على شكل المعرفة وأنماط استعراضها، والدليل على ذلك أن اختراع آلة الطباعة وحده أخرج نمطا جديدا من الإعلام متمثلا في الصحف والصحافة ، كما أثر على أشكال استعراض ونقل المعارف بالانتقال من نمط نصوص المجلدات القديم إلى المقالات المختصرة بكافة انواعها، ناهيك عن تأثيره على اللغة نفسها باستحداث ما يسمى باللغة الصحفية والإعلامية و ترسيخها في الواجهة، وبنفس الطريقة احدث اختراع الراديو و التلفاز ثورة إعلامية غيرت أنماط الاتصال والإعلام في اتجاهات أخرى أكثر تطورا وتأثيرا..
ومن ذات المنطلق لا يمكن بحال الاستهانة بالاثر الكبير الذي أحدثته الشبكة العنكبوتية واتجاهات الرقمنة في المجال المعرفي والإعلامي على حد سواء، فالمحتوى الرقمي على الشبكة ليس هو نفسه الذي يمكن أن نجده في قناة أو صحيفة او إذاعة ، وإن كان في بدايته ينحو منحى التطابق، لكنه في هذا العصر أخذ ينأى عن الأشكال التقليدية بما يتوافق مع جمهور بخصائص جديدة تختلف عن خصائص الجمهور السلبي القديم، صحيح ان طبيعةالوسائط لا تتتغير من مكتوب إلى مسموع إلى مرئي، ولا يمكن استحداث وسائط بطبيعة تختلف عنها مادامت منوطة بالحواس الاساسية في الاتصال الانساني، إلا ان طفرة هذه الوسائط تتجاوز خاصية التفاعل والتشارك إلى صناعة نمط إعلامي بعيد تماما عما اعتدنا عليه بعقلية جديدة واتجاهات ثورية أسست فعلا لإعلام جديد ينأى عن الإعلام التقليدي المعهود..
والدليل أن الكتابة للويب تختلف تماما عن الكتابة للصحافة الورقية، والكتابة لمواقع التواصل الاجتماعي تختلف عن الإثنين ناهيك عن الاختلافات الجوهرية بين مختلف المواد المرئية التي أفرزتها تطبيقات التواصل الاجتماعي كالقصص في السناب والانستغرام، والتدوين المرئي في اليوتيوب والتدوين الصوتي على الساوند كلاود التي لا تشبه بحال أيا من ملامح الإعلام التقليدي القديم لا في الجوهر ولا في الهدف ولا في المحتوى ولا حتى في المؤلف.. حيث تتشابك الأهداف لتتجاوز البعد الإعلامي والتأثير إلى أبعاد أخرى كالتواصل الاجتماعي والتشارك وتحقيق الذات ، فاختلاف المرسل والمتلقي والرسالة وسيرورة العملية الإعلامية بتحولها من اتجاه واحد الى اتجاهين هي كلها عوامل جديرة بإخراج إعلام جديد يعيد ترتيب الحياة البشرية بناء على متغيراته بشكل جديد وبعقلية أخرى متفردة ..
الابتساماتEmoticon